Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 16-20)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ من ورائه جهنم } أَيْ : أمامه جهنَّم فهو يردها { ويُسقى من ماء صديد } وهو ما يسيل من الجرح مُختلطاً بالدَّم والقيح . { يتجرَّعه } يتحسَّاه بالجرع لا بمرَّةٍ لمرارته { ولا يكاد يسيغه } لا يجيزه في الحلق إلاَّ بعد إبطاءٍ { ويأتيه الموت } أَيْ : أسباب الموت من البلايا التي تصيب الكافر في النَّار { من كلِّ مكان } من كلِّ شعرةٍ في جسده { وما هو بميت } موتاً تنقطع معه الحياة { ومن ورائه } ومن بعد ذلك العذاب { عذاب غليظ } متَّصل الآلام ، ثمَّ ضرب مثلاً لأعمال الكفَّار فقال : { مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف } أَيْ : شديد هبوب الرِّيح ، ومعنى الآية : إنَّ كلَّ ما تقرَّب به الكافر إلى الله تعالى فَمُحْبَطٌ غيرُ منتفعٍ به لأنَّهم أشركوا فيها غير الله سبحانه وتعالى ، كالرَّماد الذي ذرته الرِّيح وصار هباءً لا يُنتفع به ، فذلك قوله : { لا يقدرون مما كسبوا على شيء } أَيْ : لا يجدون ثواب ما عملوا . { ذلك هو الضلال البعيد } يعني : ضلال أعمالهم وذهابها ، والمعنى : ذلك الخسران الكبير . { ألم تر } يا محمد { أنَّ الله خلق السموات والأرض بالحق } أَيْ : بقدرته وصنعه وعلمه وإرادته ، وكلُّ حقٌّ { إن يشأ يذهبكم } يُمتكم أيُّها الكفَّار { ويأت بخلق جديد } خيرٍ منكم وأطوع . { وما ذلك على الله بعزيز } بممتنعٍ شديدٍ .