Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 62-70)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ويجعلون لله ما يكرهون } لأنفسهم ، وذلك هو البنات ، أَيْ : يحكمون له به ، { وتصف ألسنتهم الكذب } ثمَّ فسَّر ذلك الكذب بقوله : { أنَّ لهم الحسنى } أَي : الجنَّة والمعنى : يصفون أنَّ لهم مع قبح قولهم الجنَّة إن كان البعث حقّاً ، فقال الله تعالى : { لا } أَيْ : ليس الأمر كما وصفوه { جرم } كسب قولهم هذا { أنَّ لهم النار وأنَّهم مُفرْطون } متروكون فيها . وقيل : مُقدَّمون إليها . وقوله : { فهو وليُّهم اليوم } يعني : يوم القيامة ، وأُطلق اسم اليوم عليه لشهرته ، وقوله : { لتبين لهم الذي اختلفوا فيه } أَيْ : تُبيِّن للمشركين ما ذهبوا فيه إلى خلاف ما يذهب إليه المسلمون ، فتقوم الحجَّة عليهم ببيانك . وقوله : { وهدى } أَيْ : والهداية والرَّحمة للمؤمنين . وقوله : { والله أنزل } ظاهرٌ إلى قوله : { يسمعون } أَيْ : سماع اعتبار . يريد : إنَّ في ذلك دلالة على البعث . { وإنَّ لكم في الأنعام لعبرة } لدلالةً على قدرة الله تعالى ووحدانيَّته { نسقيكم مما في بطونه من بين فرث } وهو سرجين الكرش { ودمٍ لبناً خالصاً سائغاً للشاربين } جائزاً في حلوقهم . { ومن ثمرات } أَيْ : ولكم منها ما { تتخذون منه سكراً } وهو الخمر . نزل هذا قبل تحريم الخمر { ورزقاً حسناً } وهو الخلُّ والزَّبيب والتَّمرُ { إنَّ في ذلك لآية لقومٍ يعقلون } يريد : عقلوا عن الله تعالى ما فيه قدرته . { وأوحى ربك إلى النحل } ألهمها وقذف في أنفسها { أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر } هي تتَّخذ لأنفسها بيوتاً إذا كانت لا أصحاب لها ، فإذا كانت لها أرباب اتِّخذت بيوتها ممَّا تبني لها أربابها ، وهو قوله : { ومما يعرشون } أَيْ : يبنون ويسقفون لها من الخلايا . { ثمَّ كلي من كلِّ الثمرات فاسلكي سبل ربك } طرق ربِّك تطلب فيها الرَّعي { ذللاً } منقادة مُسخَّرة مطيعة { يخرج من بطونها شراب } وهو العسل { مختلف ألوانه } منه أحمر وأبيض وأصفر { فيه } في ذلك الشَّراب { شفاء للناس } من الأوجاع التي شفاؤها فيه . { والله خلقكم } ولم تكونوا شيئاً { ثمَّ يتوفاكم } عند انقضاء آجالكم { ومنكم مَنْ يردُّ إلى أرذل العمر } وهو أردؤه ، يعني : الهرم { لكيلا يعلم بعد علم شيئاً } يصير كالصبيِّ الذي لا عقل له . قالوا : وهذا لا يكون للمؤمنين ؛ لأنَّ المؤمن لا ينزع عنه علمه وإن كبر { إنّ الله عليم } بما يصنع { قدير } على ما يريد .