Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 71-75)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ والله فضَّل بعضكم على بعض في الرزق } حيث جعل بعضكم يملك العبيد ، وبعضكم مملوكاً { فما الذين فضلوا } وهم المالكون { برادي رزقهم } بجاعلي رزقهم لعبيدهم ، حتى يكونوا عبيدهم معهم { فيه سواء } وهذا مَثَلٌ ضربه الله تعالى للمشركين في تصييرهم عباد الله شركاء له ، فقال : إذا لم يكن عبيدكم معكم سواء في الملك ، فكيف تجعلون عبيدي معي سواء ؟ { أفبنعمة الله يجحدون } حيث يتَّخذون معه شركاء . { والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً } يعني : النِّساء { وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة } يعني : ولد الولد { ورزقكم من الطيبات } من أنواع الثِّمار والحبوب والحيوان { أفبالباطل يؤمنون } يعني : الأصنام ، { وبنعمة الله هم يكفرون } يعني : التَّوحيد . { ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقاً من السموات } يعني : الغيث الذين يأتي من جهتها { والأرض } يعني : النَّبات والثِّمار { شيئاً } أَيْ : قليلاً ولا كثيراً { ولا يستطيعون } لا يقدرون على شيء . { فلا تضربوا لله الأمثال } لا تشبِّهوه بخلقه ، وذلك أنَّ ضرب المثل إنَّما هو تشبيه ذاتٍ بذاتٍ ، أو وصفٍ بوصفٍ ، والله تعالى منزَّه عن ذلك { إنَّ الله يعلم } ما يكون قبل أن يكون { وأنتم لا تعلمون } قدر عظمته حيث أشركتم به . { ضرب الله مثلاً } بيَّن شبهاً فيه بيانٌ للمقصود ، ثمَّ ذكر ذلك فقال : { عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء } لأنَّه عاجرٌ مملوكٌ لا يملك شيئاً ، وهذا مثَلٌ ضربه الله لنفسه ولمَنْ عُبِدَ دونه . يقول : العاجز الذي لا يقدر أن ينفق ، والمالك المقتدر على الإِنفاق لا يستويان ، فكيف يُسوَّى بين الحجارة التي لا تتحرَّك ، وبين الله الذي هو على كلِّ شيء قدير ، وهو رازقُ جميع خلقه ، ثمَّ بيَّن أنَّه المستحقُّ للحمد دون ما يعبدون من دونه فقال : { الحمد لله } لأنَّه المنعم { بل أكثرهم لا يعلمون } يقول : هؤلاء المشركون لا يعلمون أنَّ الحمد لي ؛ لأنَّ جميع النِّعم مني ، والمراد بالأكثر ها هنا الجميع ، ثمَّ ضرب مثلاً للمؤمن والكافر .