Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 76-82)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وضرب الله مثلاً رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء } من الكلام ، لأنَّه لا يَفْهم ولا يُفهم عنه { وهو كَلٌّ } ثِقْلٌ ووبالٌ { على مولاه } صاحبه وقريبه { أينما يوجهه } يرسله { لا يأت بخير } لأنَّه عاجزٌ لا يَفهم ما يقال له ، ولا يُفهم عنه { هل يستوي هو } أَيْ : هذا الأبكم { ومَنْ يأمر بالعدل } وهو المؤمن يأمر بتوحيد الله سبحانه { وهو على صراط مستقيم } دينٍ مستقيمٍ ، يعني : بالأبكم أُبيَّ بن خلف ، وكان كلاًّ على قومه ؛ لأنَّه كان يؤذيهم ، ومَن يأمر بالعدل حمزة بن عبد المطلب . { ولله غيب السمٰوات والأرض } أَيْ : علم ما غاب فيهما عن العباد { وما أمر الساعة } يعني : القيامة { إلاَّ كلمح البصر } كالنَّظر بسرعةٍ { أو هو أقرب } من ذلك إذا أردناه ، يريد : إنه يأتي بها في أسرع من لمح البصر إذا أراده . { والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً } أَيْ : غير عالمين { وجعل لكم السَّمْعَ والأبصار } أَيْ : خلق لكم الحواسَّ التي بها يعلمون ، ويقفون على ما يجهلون . { ألم يروا إلى الطير مسخرات } مذلَّلاتٍ { في جوِّ السماء } يعني : الهواء ، وذلك يدلُّ على مُسخِّرٍ سخَّرها ، ومدبِّرٍ مكَّنها من التَّصرُّف { ما يُمسكهنَّ إلاَّ الله } في حال القبض والبسط والاصطفاف . { والله جعل لكم من بيوتكم سكناً } موضعاً تسكنون فيه ، ويستر عوراتكم وحرمكم ، وذلك أنَّه خلق الخشب والمدر والآلة التي يمكن بها تسقيف البيوت { وجعل لكم من جلود الأنعام } يعني : الأنطاع والأدم { بيوتاً } وهي القباب والخيام { تستخفونها يوم ظعنكم } يخفُّ عليكم حملها في أسفاركم { ويوم إقامتكم } لا يثقل عليكم في الحالتين { ومن أصوافها } يعني : الضَّأن { وأوبارها } يعني : الإِبل { وأشعارها } ، وهي المعز { أثاثاً } طنافس وأكسية وبُسطاً { ومتاعاً } تتمتَّعون به { إلى حين } البلى . { والله جعل لكم مما خلق } من البيوت والشَّجر والغمام { ظلالاً وجعل لكم من الجبال أكناناً } يعني : الغِيران والأسراب { وجعل لكم سرابيل } قمصاً { تقيكم الحر } تمنعكم الحرَّ والبرد ، [ فترك ذكر البرد ] ؛ لأنَّ ما وقى الحرَّ وقى البرد ، فهو معلوم { وسرابيل } يعني : دروع الحديد { تقيكم } تمنعكم { بأسكم } شدَّة الطَّعْن والضَّرب والرَّمي { كذٰلك } مثل ما خلق هذه الأشياء لكم { يتمُّ نعمته عليكم } يريد : نعمة الدُّنيا ، والخطاب لأهل مكَّة { لعلَّكم تسلمون } تنقادون لربوبيته فتوحِّدونه . { فإن تولوا } أعرضوا عن الإِيمان بعد البيان { فإنما عليك البلاغ المبين } وليس عليك من كفرهم وجحودهم شيء .