Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 64-69)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ واستفزز من استطعت منهم } أَيْ : أزعجه واستخفَّه إلى إجابتك { بصوتك } وهو الغناء والمزامير { وأجلب عليهم } وصحْ { بخيلك ورجلك } واحثثهم عليهم بالإِغواء ، وخيلُه : كلُّ راكبٍ في معصية الله سبحانه وتعالى ، وَرَجِلُه : كلُّ ماشٍ على رجليه في معصية الله تعالى { وشاركهم في الأموال } وهو كلُّ ما أُخذ بغير حقٍّ { والأولاد } وهو كلُّ ولد زنا { وعدهم } أن لا جنَّة ولا نار ، ولا بعث ولا حساب ، وهذه الأنواع من الأمر كلُّها أمر تهديد ، قال الله تعالى : { وما يعدهم الشيطان إلاَّ غروراً } . { إنَّ عبادي } يعني : المؤمنين { ليس لك عليهم سلطانٌ } حجَّةٌ في الشِّرك { وكفى بربك وكيلاً } لأوليائه يعصمهم من القبول مِن إبليس . { ربكم الذي يزجي } يسيِّر { لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله } في طلب التِّجَارة { إنه كان بكم } بالمؤمنين { رحيماً } . { وإذا مسَّكم الضرُّ } خوف الغرق { في البحر ضلَّ } زال وبطل { من تدعون } من الآلهة { إلاَّ إياه } إلاَّ الله { فلما نجاكم } من الغرق وأخرجكم { إلى البر أعرضتم } عن الإيمان والتَّوحيد { وكان الإِنسان } الكافر لربِّه { كفوراً } لنعمة ربِّه جاحداً ، ثمًّ بيَّن أنَّه قادر أن يهلكهم في البرِّ ، فقال : { أفأمنتم } يريد : حيث أعرضتم حين سلمتم من هول البحر { أن يخسف بكم } يُغيِّبكم ويذهبكم في { جانب البَرِّ } وهو الأرض { أو يرسل عليكم حاصباً } عذاباً يحصبهم ، أَيْ : يرميهم بحجارةٍ { ثمَّ لا تجدوا لكم وكيلاً } مانعاً ولا ناصراً . { أم أمنتم أن يعيدكم } في البحر { تارةً } مرةً { أخرى فيرسل عليكم قاصفاً } ريحاً شديدةً تقصف الفلك وتكسيره { فيغرقكم بما كفرتم } بكفركم حيث سلمتم المرة الأولى { ثمَّ لا تجدوا لكم علينا به تبيعاً } ثائراً ولا ناصراً ، ولامعنى : لا تجدوا مَنْ يتًّبعنا بإنكار ما نزل بكم .