Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 87-95)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إلاَّ رحمة من ربك } لكنَّ الله رحمك فأثبت ذلك في قلبك وقلوب المؤمنين { إن فضله كان عليك كبيراً } حيث جعلك سيِّد وَلدِ آدم ، وأعطاك المقام المحمود . { قل لئن اجتمعت الإِنس والجن … } الآية . لمَّا تحدَّاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن وعجزوا عن معارضته أنزل الله : { قل لِئن اجتمعت الإِنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن } في نظمه وبلاغته { لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً } مُعيناً مثل ما يتعاون الشعراء على بيت شعرٍ فيقيمونه . { ولقد صرَّفنا } بَيَّنّا { للناس في هذا القرآن } لأهل مكَّة { من كلِّ مثل } من الأمثال التي يجب بها الاعتبار { فأبى أكثر الناس } أكثر أهل مكَّة { إلاَّ كفوراً } جحوداً للحقِّ ، واقترحوا من الآيات ما ليس لهم ، وهو قوله تعالى : { وقالوا لن نؤمن لك } لن نصدِّقك { حتى تفجر } تشقق { لنا من الأرض ينبوعاً } عيناً من الماء ، وذلك أنَّهم سألوه أَن يجريَ لهم نهراً كأنهار الشَّام والعراق . { أو تكون لك جنَّة … } الآية . هذا أيضاً كان فيما اقترحوه عليه . { أو تسقط السماء كما زعمت } أنَّ ربَّك إن شاء فعل ذلك { كسفاً } أَيْ : قطعاً { أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً } تأتي بهم حتى نراهم مقابلةً وعياناً . { أو يكون لك بيتٌ من زخرف } من ذهبٍ ، فكان فيما اقترحوا عليه أن يكون له جنَّاتٌ وكنوزٌ وقصورٌ من ذهبٍ { أو ترقى في السماء } وذلك أنَّ عبد الله بن أبي أُميَّة قال : لا أؤمن بك يا محمَّد أبداً حتى تتَّخذ سلماً إلى السماء ، ثمَّ ترقى فيه وأنا أنظر حتى تأتيها ، وتأتي بنسخةٍ منشورةٍ معك ، ونفر من الملائكة يشهدون لك أنَّك كما تقول ، فقال الله سبحانه : { قل سبحان ربي هل كنت إلاَّ بشراً رسولاً } أَيْ : إنَّ هذه الأشياء ليس في قوى البشر . { وما منع الناس } يعني : أهل مكَّة { أن يؤمنوا } أَيْ : الإِيمان { إذ جاءهم الهدى } البيان ، وهو القرآن { إلاَّ أن قالوا } إلاَّ قولهم في التَّعجب والإِنكار : { أبعث الله بشراً رسولاً } أَيْ : هلاَّ بعث مَلَكاً ، فقال الله تعالى : { قل لو كان في الأرض } بدل الآدميين { ملائكة يمشون مطمئنين } مستوطنين الأرض { لنزلنا عليهم من السماء ملكاً رسولاً } يريد : إنَّ الأبلغ في الأداء إليهم بشرٌ مثلهم .