Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 84-86)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قل كلٌّ يعمل على شاكلته } على مذهبه وطريقته ، فالكافر يعمل ما يشبه طريقته من الإِعراض عند الإِنعام ، واليأس عند الشدَّة ، والمؤمن يفعل ما يشبه طريقته من الشكر عند الرَّخاء ، والصَّبر والاحتساب عند البلاء ، ألا ترى أنَّه قال : { فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلاً } أَيْ : بالمؤمن الذي لا يُعرض عند النِّعمة ولا ييئس عند المحنة . { ويسألونك } يعني : اليهود { عن الروح } والرُّوح : ما يحيا به البدن ، سألوه عن ذلك وحقيقته وكيفيَّته ، وموضعه من البدن ، وذلك ما لم يُخبر الله سبحانه به أحداً ، ولم يُعط علمه أحداً من عبادِه ، فقال : { قل الروح من أمر ربي } أَيْ : من علم ربِّي ، أَيْ : إنَّكم لا تعلمونه ، وقيل : من خلق ربِّي ، أيْ : إنَّه مخلوقٌ له . { وما أوتيتم من العلم إلاَّ قليلاً } وكانت اليهود تدَّعي علم كلِّ شي بما في كتابهم ، فقيل لهم : وما أوتيتم من العلم إلاَّ قليلاً بالإِضافة إلى علم الله تعالى . { ولئن شئنا لنذهبنَّ بالذي أوحينا إليك } لنمحونَّه من القلوب ومن الكتب حتى لا يوجد له أثر { ثم لا تجد لك به علينا وكيلاً } لا تجد مَنْ تتوكَّلُ عليه في ردِّ شيءٍ منه .