Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 26-32)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قل } يا محمد : { الله أعلم بما لبثوا } ممَّن يختلف في ذلك { له غيبُ السموات والأرض } علم ما غاب فيهما عن العباد { أبصر به وأسمع } ما أبصرَ الله تعالى بكلِّ موجودٍ ، وأسمعَه تعالى لكلِّ مسموعٍ { ما لهم } لأهل السَّموات والأرض { من } دون الله { من ولي } ناصرٍ { ولا يشرك } الله { في حكمه أحداً } فليس لأحدٍ أن يحكم بحكمٍ لم يحكمْ به الله . { واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك } اتَّبع القرآن { لا مبدِّل لكلماته } لا مغيِّر للقرآن { ولن تجد من دونه ملتحداً } أَيْ : ملجأ . { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي } مفسَّر في سورة الأنعام إلى قوله : { ولا تعدُ عيناك عنهم } أَيْ : لا تصرف بصرك إلى غيرهم من ذوي الهيئات والرُّتبة { تريد زينة الحياة الدنيا } تريد مجالسة الأشراف { ولا تطع } في تنحية الفقراء عنك { من إغفلنا قلبه عن ذكرنا } جعلناه غافلاً . { وكان أمره فرطاً } أَيْ : ضَياعاً هلاكاً ؛ لأنَّه ترك الإِيمان والاستدلال بآيات الله تعالى واتَّبع هواه . { وقل } يا محمَّد لمن جاءك من النَّاس : { الحق من ربكم } يعني : ما آتيتكم به من الإِسلام والقرآن { فمن شاء فليؤمن ومَنْ شاء فليكفر } تخييرٌ معناه التَّهديد . { إنا أعتدنا } هيَّأنا { للظالمين } الذين عبدوا غير الله تعالى { ناراً أحاط بهم سرادقها } وهو دخان يحيط بالكفَّار يوم القيامة . { وإن يستغيثوا } ممَّا هم فيه من العذاب والعطش { يُغاثوا بماءٍ كالمهل } كمذاب الحديد والرَّصاص في الحرارة { يشوي الوجوه } حتى يسقط لحمها ، ثمَّ ذمَّه فقال : { بئس الشراب } هو { وساءت } النَّار { مرتفقاً } منزلاً ، ثمَّ ذكر ما وعد المؤمنين فقال : { إنَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر مَنْ أحسن عملاً … } وقوله : { يحلون فيها من أساور من ذهب } يُحلَّى كلُّ مؤمنٍ واحدٍ بسوارين من ذهبٍ ، وكانت الأساورة من زينة الملوك في الدُّنيا ، وقوله : { ويلبسون ثياباً خضراً من سندسٍ وإستبرق } وهما نوعان من الحرير ، والسُّندس : ما رقَّ ، والاستبرق : ما غلظ { متكئين فيها على الأرائك } وهي السُّرر في الحجال { نعم الثواب } طاب ثوابهم { وحسنت } الأرائك { مرتفقاً } موضع ارتفاق ، أَيْ : اتِّكاءً على المرفق فيه . { واضرب لهم مثلاً رجلين } يعني : ابني ملكٍ كان في بني إسرائيل تُوفِّي وتركهما ، فاتخذ أحدهما القصور والأجنَّة ، والآخر كان زاهداً في الدُّنيا ، راغباً في الآخرة ، فكان إذا عمل أخوه شيئاً من زينة الدُّنيا ، أخذ الزَّاهد مثل ذلك ، فقدَّمه لآخرته ، واتَّخذ به عند الله الأجنة والقصور حتى نفد ماله ، فضربهما الله مثلاً للمؤمن والكافر الذي أبطرته النِّعمة ، وهو قوله : { جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل } وجعلنا النَّخل مُطبقاً بهما { وجعلنا بينهما } بين الجنتين { زرعاً }