Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 33-44)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كلتا الجنتين آتت أكلها } أدَّت ريعها تامَّاً { ولم تظلم منه شيئاً } لم تنقص . { وفجرنا خلالهما } أخرجنا وسط الجنتين { نهراً } . { وكان له ثمر } وكان للأخ الكافر أموال كثيرة { فقال لصاحبه } لأخيه { وهو يحاوره } يراجعه في الكلام ويُجاذبه ، وذلك أنَّه سأله عن ماله فيما أنفقه ؟ فقال : قدَّمته بين يدي لأقدم عليه ، فقال : { أنا أكثر منك مالاً وأعزُّ نفراً } رهطاً وعشيرةً . { ودخل جنته } وذلك أنَّه أخذ بيد أخيه المسلم فأدخله جنَّته يطوف به فيها ، وقوله : { وهم ظالم لنفسه } أَيْ : بالكفر بالله تعالى { قال : ما أظنُّ أن تبيد } تهلك { هذه أبداً } أنكر أنَّ الله سبحانه يفني الدُّنيا ، وأنَّ القيامة تقوم فقال : { وما أظن الساعة قائمة ، ولئن رددت إلى ربي } يريد : إن كان البعث حقَّاً { لأجدنَّ خيراً منها منقلباً } كما أعطاني هذا في الدُّنيا سيعطيني في الآخرة أفضل منه ، فقال له أخوه المسلم : { أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة } في رحم أُمِّك { ثم سوَّاك رجلاً } جعلك معتدل الخلق والقامة . { لكنا } لكن أنا { هو الله ربي … } الآية . { ولولا } وهلاَّ { إذْ دخلت جنتك قلت ما شاء الله } أي : الأمر ما شاء الله ، أَيْ : بمشيئة الله تعالى : { لا قوة إلاَّ بالله } لا يقوى أحدٌ على ما في يديه من ملكٍ ونعمةٍ إلاَّ بالله ، هذا توبيخٌ من المسلم للكافر على مقالته ، وتعليمٌ له ما يجب أن يقول ، ثم رجع إلى نفسه فقال : { إن ترن أنا أقلَّ منك مالاً وولداً فعسى ربي أن يؤتين } في الآخرة ، أو في الدُّنيا { خيراً من جنتك أو يرسل عليها } على جنَّتك { حسباناً من السماء } عذاباً يرميها به من بَرَدٍ أو صاعقةٍ { فتصبح صعيداً زلقاً } أرضاً لا نبات فيها . { أو يصبح ماؤها } يعني : النَّهر خلالها { غوراً } غائراً ذاهباً في الأرض { فلن تستطيع } لا تقوى { له طلباً } لا يبقى له أثرٌ تطلبه . { وأحيط بثمره } وأُهلكت أشجار المثمرة { فأصبح يقلب كفيه } يضرب يديه واحدةً على الأخرى ندامةً { على ما أنفق فيها وهي خاوية } ساقطةٌ { على عروشها } سقوفها وما عرش للكروم { ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحداً } تمنَّى أنَّه كان مُوحِّداً غير مشركٍ حين لم ينفعه التَّمني . { ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله } لم ينصره النَّفر الذين افتخر بهم حين قال : { وأعزُّ نفراً } . { وما كان منتصراً } بأن يستردَّ بدل ما ذهب منه ، ثمَّ عاد الكلام إلى ما قبل القصة فقال : { هنالك } عند ذلك ، يعني : يوم القيامة { الولاية لله الحق } يتولَّون الله ويؤمنون به ، ويتبرَّؤون ممَّا كانوا يعبدون { هو خير ثواباً } أفضل ثواباً ممَّن يُرجى ثوابه { وخير عقباً } أَيْ : عاقبةُ طاعته خيرٌ من عاقبة طاعة غيره .