Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 6-12)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فلعلك باخع نفسك } قاتلها { على آثارهم } على أثر تولِّيهم وإعراضهم عنك لشدَّة حرصك على إيمانهم { إن لم يؤمنوا بهذا الحديث } يعني : القرآن { أسفاً } غيظاً وحزناً . { إنا جعلنا ما على الأرض } يعني : ما خلق في الدُّنيا من الأشجار والنَّبات ولاماء وكلِّ ذي روح على الأرض { زينة لها } زيَّناها بما خلقنا فيها { لنبلوهم أيهم أحسن عملاَ } أزهد فيها ، وأترك لها ، ثمَّ أعلم أنَّه يُفني ذلك كلَّه ، فقال : { وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزاً } بلاقع ليس فيها نبات . { أم حسبت } بل أحسبت { أنَّ أصحاب الكهف } وهو المغارة في الجبل { والرقيم } وهو اللَّوح الذي كُتبت فيه أسماؤهم وأنسابهم { كانوا من آياتنا عجباً } أَيْ : لم يكونوا بأعجب آياتنا ، ولم يكونوا العجب من آياتنا فقط ؛ فإنَّ آياتنا كلَّها عجب ، وكانت قريش سألوا محمداً صلى الله عليه وسلم عن خبر فتيةٍ فُقدوا في الزمان الأوَّل بتلقين اليهود قريشاً ذلك ، فأنزل الله سبحانه على نبيِّه عليه السَّلام خبرهم ، فقال : { إذ أوى } اذكر إذ أوى { الفتية إلى الكهف } هربوا إليه ممَّن يطلبهم ، فاشتغلوا بالدُّعاء ، والتَّضرُّع { فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة } أعطنا من عندك مغفرةً ورزقاً { وهيِّىء } أصلح { لنا من أمرنا رشداً } أَيْ : أرشدنا إلى ما يُقرِّب منك . { فضربنا على آذانهم } سددنا آذانهم بالنَّوم { في الكهف سنين عدداً } معدودةً . { ثم بعثناهم } ايقظناهم من نومهم { لنعلم } لنرى { أيّ الحزبين } من المؤمنين والكافرين { أحصى } أعدُّ { لما لبثوا } للبثهم في الكهف نائمين { أمداً } غايةً ، وكان وقع اختلافٌ بين فريقين من المؤمنين والكافرين في قدر مدَّة فقدهم ، ومنذ كم فقدوهم ، فبعثهم الله سبحانه من نومهم ليتبيَّن ذلك .