Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 106-108)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ما نَنْسَخْ من آية أو نُنْسِها } أَيْ : ما نرفع آيةً من جهة النَّسخ بأن نُبطل حكمها ، أو بالإِنساءِ لها بأنْ نمحوها عن القلوب { نأت بخير منها } أَيْ : أصلح لمن تُعبِّد بها ، وأنفع لهم وأسهل عليهم ، وأكثر لأجرهم { أو مثلها } في المنفعة والمثوبة { ألم تعلم أنَّ الله على كلِّ شيءٍ } من النِّسخِ والتَّبديل وغيرهما { قدير } : نزلت هذه الآية حين قال المشركون : إنَّ محمداً يأمر أصحابه بأمرٍ ، ثمَّ ينهاهم عنه ، ويأمرهم بخلافه ، ويقول اليوم قولاً ويرجع عنه غداً . ما هذا القرآن إلاَّ كلام محمد ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وقولَهُ : { وإذا بدَّلنا آية مكان آيةٍ … } الآية . { ألم تعلم أنَّ الله له ملك السموات والأرض } يعمل فيهما ما يشاء ، وهو أعلم بوجه الصَّلاح فيما يتعبَّدهم به من ناسخٍ ومنسوخٍ { ومالكم من دون الله من ولي } أَيْ : والٍ يلي أمركم ويقوم به { ولا نصير } ينصركم ، وفي هذا تحذيرٌ من عذابه إذ لا مانع منه . { أم تريدون } أَيْ : بل أتريدون { أن تسألوا رسولكم } محمداً صلى الله عليه وسلم { كما سئل موسى من قبل } وذلك أنَّ قريشاً قالوا : يا محمَّدُ ، اجعل لنا الصَّفا ذهباً ، ووسِّعْ لنا أرض مكَّة ، فَنُهوا أن يقترحوا عليه الآيات كما اقترح قوم موسى عليه السَّلام حين قالوا : { أرنا الله جهرة } وذلك أنَّ السُّؤال بعد قيام البراهين كفرٌ ، ولذلك قال : { ومن يتبدل الكفر بالإِيمان فقد ضلَّ سواء السبيل } قصده ووسطه .