Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 174-177)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إنَّ الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب } يعني : رؤساء اليهود { ويشترون به } بما أنزل الله من نعت محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم في كتابهم { ثمناً قليلاً } يعني : ما يأخذون من الرُّشى على كتمان نعته { أولئك ما يأكلون في بطونهم إلاَّ النار } إلاَّ ما هو عاقبته النَّار { ولا يكلمهم الله يوم القيامة } أَيْ : كلاماً يسرُّهم { ولا يزكيهم } ولا يُطهِّرهم من دنس ذنوبهم . { أولئك الذين اشتروا الضلالة } استبدلوها { بالهدى والعذاب بالمغفرة } حين جحدوا أمر محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وكتموا نعته { فما أصبرهم } أَيْ : فأيُّ شيءٍ صبَّرهم على النَّار ، ودعاهم إليها حين تركوا الحقَّ واتبعوا الباطل ؟ ! وهذا استفهامٌ معناه التَّوبيخ لهم . [ وقيل : ما أجرأهم على النار ! ] . { ذلك } أَيْ : ذلك العذاب لهم { بأنَّ الله نزل الكتاب بالحق } يعني : القرآن فاختلفوا فيه { وإنَّ الذين اختلفوا في الكتاب } فقالوا : إنَّه رَجَزٌ ، وشِعرٌ ، وكهانةٌ ، وسحرٌ { لفي شقاق بعيد } لفي خلافٍ للحقِّ طويلٍ . { ليس البر … } الآية . كان الرَّجل في ابتداء الإِسلام إذا شهد الشَّهادتين ، وصلَّى إلى أَيٍّ ناحيةٍ كانت ثمَّ مات على ذلك وجبت له الجنَّة ، فلمَّا هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلت الفرائض وصُرفت القِبلة إلى الكعبة أنزل الله تعالى هذه الآية ، فقال : { ليس البر } كلَّه أن تُصلُّوا ولا تعملوا غير ذلك { ولكنَّ البرَّ } أَيْ : ذا البرِّ { مَنْ آمن بالله واليومِ الآخر والملائكة والكتاب والنَّبيين وآتى المال على حبه } أَيْ : على حبِّ المال . [ وقيل : الضميرُ راجعٌ إلى الإِيتاء ] { ذوي القربى } قيل : عنى به قرابة النبي صلى الله عليه وسلم . وقيل : أراد به قرابة الميت ] { وابن السبيل } هو المنقطع يمرُّ بك ، والضَّيف ينزل بك { وفي الرِّقاب } أَيْ : وفي ثمنها . يعني : المكاتبين { والموفون بعهدهم إذا عاهدوا } اللَّهَ أو النَّاسَ { والصابرين في البأساء } الفقر { والضراء } المرض { وحين البأس } وقت القتال في سبيل الله { أولئك } أهل هذه الصفة هم { الذين صدقوا } في إيمانهم .