Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 186-188)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإذا سألك عبادي عني … } الآية . سأل بعض الصَّحابة النبيَّ صلى الله عليه وسلم : أقريبٌ ربُّنا فنناجيَه ، أم بعيدٌ فنناديَه ؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وقوله تعالى : { فإني قريبٌ } يعني : قربه بالعلم { أجيب } أسمع { دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي } أَيْ : فليجيبوني بالطَّاعة وتصديق الرُّسل { وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون } ليكونوا على رجاءٍ من إصابة الرُّشد . { أحلَّ لكم ليلة الصيام … } الآية . كان في ابتداء الإسلام لا تحلُّ المجامعة في ليالي الصَّوم ، ولا الأكل ولا الشُّرب بعد العشاء الآخرة ، فأحلَّ الله تعالى ذلك كلَّه إلى طلوع الفجر ، وقوله : { الرفث إلى نسائكم } يعني : الإِفضاء إليهنَّ بالجماع { هنَّ لباسٌ لكم } أَيْ : فراشٌ { وأنتم لباس } لحافٌ { لهنَّ } عند الجماع { علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم } تخونون أنفسكم بالجماع ليالي رمضان ، وذلك أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره فعلوا ذلك ، ثمَّ أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه ، فنزلت الرُّخصة { فتاب عليكم } فعاد عليكم بالترخيص { وعفا عنكم } ما فعلتم قبل الرُّخصة { فالآن باشروهنَّ } جامعوهنَّ { وابتغوا } واطلبوا { ما كتب الله لكم } ما قضى الله سبحانه لكم من الولد { وكلوا واشربوا } اللَّيل كلَّه { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض } يعني : بياض الصُّبح { من الخيط الأسود } من سواد اللَّيل { من الفجر } بيانُ أنَّ هذا الخيط الأبيض من الفجر لا من غيره { ثمَّ أتموا الصيام إلى الليل } بالامتناع من هذه الأشياء { ولا تباشروهنَّ وأنتم عاكفون في المساجد } نهيٌ للمعتكف عن الجماع ؛ لأنه يُفسده ، { تلك } أَيْ : هذه الأحكام التي ذكرها { حدود الله } ممنوعاته { فلا تقربوها } فلا تأتوها { كذلك } أَيْ : مثل هذا البيان : { يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون } المحارم . { ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } أَيْ : لا يأكل بعضكم مال بعضٍ بما لا يحلُّ في الشَّرع ، من الخيانة والغصب ، والسَّرقة والقمار ، وغير ذلك { وتُدْلُوا بها إلى الحكام } ولا تصانعوا [ أَيْ : لا ترشوا ] بأموالكم الحكَّام لِتقتطعوا حقَّاً لغيركم { لتأكلوا فريقاً } طائفةً { من أموال الناس بالإِثم } بأن ترشوا الحاكم ليقضي لكم { وأنتم تعلمون } أنَّكم مُبطلون ، وأنَّه لا يحلُّ لكم ، والأصل في الإِدلاء : الإِرسال ، من قولهم : أدليتُ الدَّلو .