Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 207-212)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ومن الناس مَنْ يشري } أَيْ : يبيع { نفسه } يعني : يبذلها لأوامر الله تعالى { ابتغاء مرضاة الله } لطلب رضا الله . نزلت في صهيب الرُّوميِّ . { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السِّلْمِ } أَيْ : في الإسلام { كافة } أيْ : جميعاً ، أيْ : في جميع شرائعه . نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه ، وذلك أنَّهم بعدما دخلوا في الإِسلام عظَّموا السَّبت ، وكرهوا لُحمان الإِبل فأُمروا بترك ذلك ، وإنَّه ليس من شرائع الإِسلام تحريم السَّبت وكراهة لحوم الإبل { ولا تتبعوا خطوات الشيطان } أيْ : آثاره ونزغاته { إنه لكم عدوٌّ مبين } . { فإن زللتم } تنحَّيتم عن القصد بتحريم السَّبْت ولحوم الإِبل { من بعد ما جاءتكم البينات } أَيْ : القرآن { فاعلموا أنَّ الله عزيز } في نقمته لا تعجزونه ولا يُعجزه شيءٌ { حكيم } فيما شرع لكم من دينه . { هل ينظرون } أَيْ : هل ينتظرون . يعني : التَّاركين الدُّخول في الإِسلام ، و " هل " استفهامٌ معناه النَّفي ، أيْ : ما ينتظر هؤلاء في الآخرة { إلاَّ أن يأتيهم } عذاب { اللَّهُ في ظلل من الغمام } والظُّلَل جمع : ظُلَّة ، وهي كلُّ ما أظلَّك ، والمعنى : إنَّ العذاب يأتي فيها ، ويكون أهول { والملائكة } أَيْ : الملائكةُ الذين وُكِّلوا بتعذيبهم { وقضي الأمر } فُرغ لهم ممَّا يوعدون بأنْ قُدِّر ذلك عليهم { وإلى الله تُرجع الأمور } يعني : في الجزاء من الثَّواب والعقاب . { سل بني إسرائيل } سؤال توبيخ وتبكيتٍ وتقريعٍ [ كما يُقال : سله كم وعظته فلم يقبل ] { كم آتيناهم من آية بينةً } من فلق البحر ، وإنجائهم من عدوِّهم ، وإنزال المنِّ والسًّلوى ، وغير ذلك { ومَنْ يُبدِّل نعمة الله من بعد ما جاءته } يعني : ما أنعم الله به عليهم من العلم بشأن محمِّدٍ عليه السَّلام ، فبدَّلوه وغيَّروه . { زين للذين كفروا } أَيْ : رؤساء اليهود { الحياة الدُّنيا } فهي هِمَّتهم وطِلبتهم ، فهم لا يريدون غيرها { ويسخرون من الذين آمنوا } أَيْ : فقراء المهاجرين { والذين اتقوا } الشِّرك وهم هؤلاء الفقراء { فوقهم يوم القيامة } لأنَّهم في الجنَّة ، وهي عاليةٌ ، والكافرين في النَّار ، وهي هاويةٌ { والله يرزق مَنْ يشاء بغير حساب } يريد : إِنَّ أموال قريظة والنَّضير تصيرُ إليهم بلا حسابٍ ولا قتالٍ ، بل بأسهل شيءٍ وأيسره .