Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 222-227)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ويسألونك عن المحيض } [ ذكر المفسرون أنَّ العرب كانت إذا حاضت المرأة لم يؤاكلوها ولم يشاربوها ، ولم يَسَّاكَنُوا معها في بيت ، كفعل المجوس ] فسأل أبو الدَّحداح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، كيف نصنع بالنِّساء إذا حضن ؟ فنزلت هذه الآية ، والمحيض : الحيض { قل هو أذىً } أَيْ : قذرٌ ودمٌ { فاعتزلوا النساء في المحيض } أَيْ : مجامعتهنَّ إذا حضن { ولا تقربوهنَّ } أَيْ : ولا تجامعوهنَّ { حتى يَطْهُرْنَ } أي : يغتسلن ، ومَنْ قرأ : { يَطْهُرْنَ } بالتَّخفيف ، أَيْ : ينقطع عنهنَّ الدَّم ، أَيْ : توجد الطَّهارة وهي الغسل { فإذا تطهَّرن } اغتسلن { فأتوهنَّ } أَيْ : جامعوهنَّ { من حيث أمركم الله } بتجنُّبه في الحيض - وهو الفرج - { إنَّ الله يحب التوابين } من الذُّنوب و { المتطهرين } بالماء من الأحداث والجنابات . { نساؤكم حرثٌ لكم } أَيْ : مزرعٌ ومنبتٌ للولد { فأتوا حرثكم أنى شئتم } أَيْ : كيف شئتم ومن أين شئتم بعد أن يكون في صِمام واحدٍ ، فنزلت هذه الآية تكذيباً لليهود ، وذلك أنَّ المسلمين قالوا : إِنَّا نأتي النِّساء باركاتٍ وقائماتٍ ومستلقياتٍ ، ومن بين أيديهنَّ ، ومن خلفهنَّ بعد أن يكون المأتي واحداً ، فقالت اليهود : ما أنتم إلاَّ أمثال البهائم ، لكنَّا نأتيهنَّ على هيئةٍ واحدةٍ ، وإنَّا لنجد في التَّوراة أنَّ كلَّ إِتيانٍ يؤتى النِّساء غير الاستلقاء دنسٌ عند الله ، فأكذب الله تعالى اليهود { وقدموا لأنفسكم } أَي : العمل لله بما يحبُّ ويرضى { واتقوا الله } فيما حدَّ لكم من الجماع وأمرِ الحائض { واعلموا أنكم ملاقوه } أَيْ : راجعون إليه { وبشر المؤمنين } الذين خافوه وحذروا معصيته . { ولا تجعلوا الله عرضةً لأيمانكم } أَيْ : لا تجعلوا اليمين بالله سبحانه علَّةً مانعةً من البرِّ والتَّقوى من حيث تتعمَّدون اليمين لتعتلُّوا بها . نزلت في عبد الله بن رواحة حلف أن لا يُكلِّم ختنه ، ولا يدخل بينه وبين خصم له ، جعل يقول : قد حلفتُ أَنْ لا أفعل فلا يحلُّ لي ، وقوله : { أن تبروا } أَي : في أَنْ لا تبرُّوا ، أو لدفع أن تبرُّوا ، ويجوز أن يكون قوله : { أن تبروا } ابتداءً ، وخبره محذوف على تقدير : أن تبرُّوا وتتقوا وتصلحوا بين النَّاس أولى ، أَي : البرُّ والتُّقى أولى . { والله سيمعٌ عليمٌ } يسمع أيمانكم ، ويعلم ما تقصدون بها . { لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم } أَيْ : ما يسبق به اللِّسان من غير عقدٍ ولا قصدٍ ، ويكون كالصِّلة للكلام ، وهو مِثلُ قول القائل : لا والله ، وبلى واللَّهِ . وقيل : لغو اليمين : اليمينُ المكفَّرة ، سمِّيت لغواً لأنَّ الكفَّارة تُسقط الإِثم منه { ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم } أَيْ : عزمتم وقصدتم ، وعلى القول الثاني في لغو اليمين معناه : ولكن يؤاخذكم بعزمكم على ألا تبرُّوا وتعتلُّوا في ذلك بأيمانكم بأنَّكم حلفتم { والله غفورٌ حليم } يؤخِّر العقوبة عن الكفَّار والعُصاة . { للذين يؤلون من نسائهم } أَيْ : يحلفون أن لا يطؤوهنَّ { تربص أربعة أشهر } جعل الله تعالى الأجل في ذلك أربعة أشهر ، فإذا مضت هذه المدَّة فإمَّا أن يُطلِّق أو يطأ ، فإن أباهما جميعاً طلَّق عليه الحاكم { فإن فاؤوا } رجعوا عمَّا حلفوا عليه ، أَيْ : بالجماع { فإنَّ الله غفورٌ رحيم } يغفر له ما قد فعل ، [ ولزمته كفَّارة اليمين ] . { وإن عزموا الطلاق } أَيْ : طلَّقوا ولم يفيؤوا بالوطء { فإنَّ الله سميع } لما يقوله { عليمٌ } بما يفعله .