Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 243-247)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم } ألم تعلم ، ألم ينته علمك إلى هؤلاء ، وهم قومٌ من بني إسرائيل خرجوا من بلدتهم هاربين من الطَّاعون ، حتى نزلوا وداياً فأماتهم الله جميعاً ، فذلك قوله : { حذر الموت } أَيْ : لحذر الموت { فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم } مقتهم الله على فرارهم من الموت ، فأماتهم عقوبةً لهم ثمَّ بعثهم ليستوفوا بقيَّة آجالهم { إنَّ الله لذو فضل على الناس } أَيْ : تفضُّلٍ عليهم بأَنْ أحياهم بعد موتهم . { وقاتلوا في سبيل الله } يحرِّض المؤمنين على القتال { واعلموا أنَّ الله سميعٌ } لما يقوله المُتعلِّل { عليمٌ } بما يضمره ، فإيَّاكم والتَّعلُّلَ . { مَنْ ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً } أَيْ : مَنْ ذا الذي يعمل عمل المُقرض ، بأن يقدِّم من ماله فيأخذ أضعاف ما قدَّم ، وهذا استدعاءٌ من الله تعالى إلى أعمال البرِّ { والله يقبض } أَيْ : يُمسك الرِّزق على مَنْ يشاء { ويبسط } أي : ويوسِّع على من يشاء . { ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل } أَي : إلى الجماعة { إذ قالوا لنبيٍّ لهم ابعث لنا ملكاً } سألوا نبيَّهم أشمويل عليه السَّلام ملكاً تنتظم به كلمتهم ، ويستقيم حالهم في جهاد عدوِّهم ، وهو قوله : { نقاتل في سبيل الله } فـ { قال } لهم ذلك النَّبيُّ : { هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا } أَيْ : لعلَّكم أَنْ تجبنوا عن القتال { قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله } أَيْ : وما يمنعنا عن ذلك ؟ { وقد أخرجنا من ديارنا } { و } أُفردنا من { أبنائنا } بالسِّبي والقتل . يعنون : إذا بلغ الأمر منَّا هذا فلا بدَّ من الجهاد . قال الله تعالى : { فلما كتب عليهم القتال تولوا إلاَّ قليلاً منهم } وهم الذين عبروا النَّهر ، ويأتي ذكرهم . { وقال لهم نبيُّهم إنَّ الله قد بعث لكم طالوت ملكاً } أَيْ : قد أجابكم إلى ما سألتم من بعث الملك { قالوا } كيف يملك علينا ؟ وكان من أدنى بيوت بني إسرائيل ، ولم يكن من سبط المملكة ، فأنكروا ملكه وقالوا : { ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال } أَيْ : لم يُؤت ما يتملَّك به الملوك { قال } النبيُّ : { إنَّ الله اصطفاه عليكم } [ اختاره ] بالملك { وزاده بسطة في العلم والجسم } كان طالوت يومئذٍ أعلم رجلٍ في بني إسرائيل وأجمله وأتمَّه . والبسطة : الزِّيادة في كلِّ شيء { والله يؤتي ملكه من يشاء } ليس بالوراثة { والله واسع } أَيْ : واسع الفضل والرِّزق والرَّحمة ، فسألوا نبيَّهم على تمليك طالوت آيةً .