Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 266-269)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أيودُّ أحدكم … } الآية ، يقول : مثلُهم كمثل رجلٍ كانت له جنَّةٌ فيها من كلِّ الثمرات { وأصابه الكبر } فضعف عن الكسب ، وله أطفال لا يجدون عليه ولا ينفعونه { فأصابها إعصار } وهي ريحٌ شديدةٌ { فيه نارٌ فاحترقت } ففقدها أحوج ما كان إليها عند كبر السِّنِّ وكثرة العيال وطفولة الولد ، فبقي هو وأولاده عجزةً مُتحيِّرين { لا يقدرون على } حيلةٍ ، كذلك يُبطل الله عمل المنافق والمرائي حتى لا توبة لهما ولا إقالة من ذنوبهما { كذلك يبين الله } كمثل بيان هذه الأقاصيص { يبين الله لكم الآيات } في أمر توحيده . { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم } نزلت في قومٍ كانوا يتصدَّقون بشرار ثمارهم ورذالة أموالهم ، والمراد بالطَّيِّبات ها هنا الجياد الخيار ممَّا كسبتم ، أَيْ : التِّجارة { وممَّا أخرجنا لكم من الأرض } يعني : الحبوب التي يجب فيها الزَّكاة { ولا تيمموا } أَيْ : لا تقصدوا { الخبيث منه تنفقون } أَيْ : تنفقونه { ولستم بآخذيه إلاَّ أن تغمضوا } أَيْ : بآخذي ذلك الخبيث لو أُعطيتم في حقٍّ لكم إلاَّ بالإِغماض والتَّساهل ، وفي هذا بيانُ أنَّ الفقراء شركاء ربِّ المال ، والشَّريك لا يأخذ الرَّديء من الجيِّد إلاَّ بالتَّساهل . { الشيطانُ يعدكم الفقر } أَيْ : يُخوِّفكم به . يقول : أَمسك مالك ؛ فإنَّك إنْ تصدَّقت افتقرت { ويأمركم بالفحشاء } بالبخل ومنه الزَّكاة { والله يعدكم } أَنْ يجازيكم على صدقتكم { مغفرة } لذنوبكم وأَنْ يُخلف عليكم . { يؤتي الحكمة } علم القرآن والفهم فيه . وقيل : هي النُّبوَّة { من يشاء } . { وما يذكر إلاَّ أولوا الألباب } أَيْ : وما يتَّعظ إلاَّ ذوو العقول .