Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 283-286)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتباً … } الآية ، أمر الله تعالى عند عدم الكاتب بأخذ الرَّهن ليكون وثيقةً بالأموال ، وذلك قوله : { فَرِهَانٌ مقبوضة } أَيْ : فالوثيقةُ رهنٌ مقبوضةٌ { فإن أَمن بعضكم بعضاً } أَيْ : لم يخف خيانته وجحوده الحقَّ { فليؤدّ الذي اؤتمن } أَيْ : أُمن عليه { أمانته وليتق الله ربه } بأداء الأمانة { ولا تكتموا الشهادة } إذا دُعيتم لإِقامتها { ومن يكتمها فإنه آثمٌ } فاجرٌ { قلبه } . { لله ما في السموات وما في الأرض } ملكاً ، فهو مالك أعيانه { وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله } " لمَّا نزل هذا جاء ناس من الصَّحابة إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالوا : كُلِّفنا من العمل ما لا نطيق ، إن أحدنا ليحدِّث نفسه بما لا يحبُّ أن يثبت في قلبه ، فنحن نحاسب بذلك ؟ فقال النبيُّ : فلعلَّكم تقولون كما قالت بنو إسرائيل : سمعنا وعصينا ، وقولوا : سمعنا وأطعنا فقالوا : سمعنا وأطعنا " ، فأنزل الله تعالى الفرج بقوله : { لا يكلِّف الله نفساً إلاَّ وسعها } فنسخت هذه الآية ما قبلها ، وقيل : إنَّ هذا في كتمان الشَّهادة وإقامتها ، ومعنى قوله : { يحاسبكم به الله } يخبركم به ويُعرِّفكم إيَّاه . { آمن الرسول … } الآية ، لمَّا ذكر الله تعالى في هذه السُّورة الأحكام والحدود ، وقصص الأنبياء وآيات قدرته ، ختم السورة بذكر تصديق نبيِّه عليه السَّلام والمؤمنين بجميع ذلك ، { لا نفرق بين أحد } أَيْ : يقولون : لا نفرِّق بين أحد من رسله كما فعل أهل الكتاب ، آمنوا ببعض الرُّسل وكفروا ببعض ، بل نجمع بينهم في الإِيمان بهم { وقالوا سمعنا } قوله { وأطعنا } أمره { غفرانك } أَيْ : اغفر غفرانك . { لا يكلف الله نفساً إلاَّ وسعها } ذكرنا أنَّ هذه الآية نسخت ما شكاه المؤمنون من المحاسبة بالوسوسة وحديث النَّفس { لها ما كسبت } [ من العمل بالطاعة ] { وعليها ما اكتسبت } [ من العمل بالإثم ] أَيْ : لا يُؤَاخَذ أحدٌ بذنب غيره { ربنا لا تؤاخذنا } أَيْ : قولوا ذلك على التَّعليم للدُّعاء ، ومعناه : لا تعاقبنا إن نسينا . كانت بنو إسرائيل إذا نسوا شيئاً ممَّا شرع لهم عُجِّلت لهم العقوبة بذلك ، فأمر الله نبيَّه والمؤمنين أن يسألوه ترك مؤاخذتهم بذلك { أو أَخْطأْنا } تركنا الصَّواب : { ربنا ولا تحمل علينا إصراً } أَيْ : ثقلاً ، والمعنى : لا تحمل علينا أمراً يثقل { كما حملته على الذين من قبلنا } نحو ما أُمر به بنو إسرائيل من الأثقال التي كانت عليهم { ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به } أَيْ : لا تعذِّبنا بالنَّار { أنت مولانا } [ ناصرنا ] والذي تلي علينا أمورنا { فانصرنا على القوم الكافرين } في إقامة حجَّتنا وغلبتنا إيَّاهم في حربه ، وسائر أمورهم حتى يظهر ديننا على الدِّين كلِّه كما وعدتنا .