Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 115-121)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وما يفعلوا من خيرٍ فلن يكفروه } لن تُجحدوا جزاءه . { إنَّ الذين كفروا … } الآية . سبقت في أوَّل هذه السورة . { مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا } يعني : نفقة سفلة اليهود على علمائهم { كمثل ريح فيها صرٌّ } بردٌ شديدٌ { أصابت حرث قومٍ ظلموا أنفسهم } بالكفر والمعصية . أعلم الله تعالى أنَّ ضرر نفقتهم عليهم كضرر هذه الرِّيح على هذا الزَّرع { وما ظلمهم الله } لأنَّ كلَّ ما فعله بخلقه فهو عدلٌ منه { ولكن أنفسهم يظلمون } بالكفر والعصيان ، ثمَّ نهى المؤمنين عن مباطنتهم فقال : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة } أَيْ : دخلاً وخواصَّ { من دونكم } من غير أهل ملَّتكم { لا يألونكم خبالاً } أَيْ : لا يدعون جهدهم في مضرَّتكم وفسادكم { ودُّوا ما عنتم } تمنَّوا ضلالكم عن دينكم { قد بدت البغضاء } أَيْ : ظهرت العداوة { من أفواههم } بالشَّتيمة والوقيعة في المسلمين { وما تخفي صدورهم } من العداوة والخيانة { أكبر قد بيّنا لكم الآيات } أَيْ : علامات اليهود في عداوتهم . { إن كنتم تعقلون } موقع نفع البيان . { ها أنتم } " ها " تنبيهٌ دخل على " أنتم " { أولاء } بمعنى : الذين . كأنَّه قيل : الذين { تحبُّونهم ولا يحبُّونكم } أَيْ : تريدون لهم الإِسلام ، وهم يريدونكم على الكفر { وتؤمنون بالكتاب كلِّه } أَيْ : بالكتب ، وهو اسم جنس { وإذا خلوا عضُّوا عليكم الأنامل } أَيْ : أطراف الأصابع { من الغيظ } التَّقدير : عضُّوا الأنامل من الغيظ عليكم ، وذلك لما يرون من ائتلاف المؤمنين واجتماع كلمتهم { قل موتوا بغيظكم } أمر الله تعالى نبيَّه أن يدعو عليهم بدوام غيظهم إلى أن يموتوا { إنَّ الله عليمٌ بذات الصدور } بما فيها من خيرٍ وشرٍّ . { إن تمسسكم حسنةٌ } نصرٌ وغنيمةٌ { تسؤهم } تحزنهم { وإنْ تصبكم سيئة } ضد ذلك ، وهو كسرٌ وهزيمةٌ { يفرحوا بها وإن تصبروا } على ما تسمعون من آذاهم { وتتقوا } مقاربتهم ومخالطتهم { لا يضرُّكم كيدهم } عداوتهم { شيئاً إنَّ الله بما يعملون محيط } عالمٌ به فلن تعدموا جزاءه . { وإذ غدوت } يعني : يوم أُحدٍ { من أهلك } من منزل عائشة رضي الله عنها { تبوِّىء } تُهيِّىءُ للمؤمنين { مقاعد } مراكز ومثابت { للقتال والله سميع } لقولكم { عليم } بما في قلوبكم .