Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 122-129)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إذ همَّت طائفتان منكم } بنو سَلِمة وبنو حارثة { أن تفشلا } أَنْ تجبنا ، وذلك أنَّ هؤلاء همُّوا بالانصراف عن الحرب ، فعصمهم الله { والله وليُّهما } ناصرهما وموالٍ لهما { وعلى الله فليتوكل } فليعتمد في الكفاية { المؤمنون } . { ولقد نصركم الله ببدرٍ وأنتم أذلَّةٌ } بقلَّة العدد وقلَّة السِّلاح { فاتقوا الله لعلكم تشكرون } أَيْ : فاتقونِ فإنه شكر نعمتي . { إذ تقول للمؤمنين } يوم بدرٍ : { ألن يكفيكم أَنْ يمدَّكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين } . { بلى } تصديقٌ لوعد الله { إن تصبروا } على لقاء العدوِّ { وتتقوا } معصية الله ومخالفة النبيِّ عليه السَّلام [ { ويأتوكم من فورهم } قيل : من وجههم : وقيل : من غيظهم ] { يمددكم ربكم بخسمة آلاف من الملائكة مسوِّمين } مُعلَّمين ، وكانت الملائكة قد سوِّمت يوم بدر بالصُّوف الأبيض في نواصي الخيل وأذنابها ، ثمَّ صبر المؤمنون يوم بدر فأُمدّوا بخمسة آلاف من الملائكة . { وما جعله الله } أَيْ : ذلك الإِمداد { إلاَّ بشرى } أَيْ : بشارةً لكم { ولتطمئن قلوبكم به } فلا تجزع من كثرة العدو { وما النصر إلاَّ مِنْ عند الله } لأنَّ مَن لم ينصره الله فهو مخذولٌ وإنْ كثرت أنصاره . { ليقطع طرفاً } أَيْ : نصركم ببدرٍ [ ليقطع طرفاً ، أي : ] ليهدم ركناً من أركان الشِّرك بالقتل والأسر { أو يكبتهم } أَيْ : يخزيهم ويُذلَّهم . يعني : الذين انهزموا . قوله : { ليس لك من الأمر شيء … } الآية . لمَّا كان يوم أُحدٍ من المشركين ما كان من كسر رباعيَّة النبيِّ صلى الله عليه وسلم وشجِّه ، فقال : كيف يفلح قومٌ خضبوا وجه نبيِّهم وهو يدعوهم إلى ربِّهم ؟ ! فأنزل الله تعالى هذه الآية يُعلمه أنَّ كثيراً منهم سيؤمنون ، والمعنى : ليس لك من الأمر في عذابهم أو استصلاحهم شيءٌ ، حتى يقع إنابتهم أو تعذيبهم ، وهو قوله : { أو يتوب عليهم أو يعذبهم } فلمَّا نفى الأمر عن نبيِّه عليه السَّلام ذكر أنَّ جميع الأمر له ، فمَنْ شاء عذَّبه ، ومن شاء غفر له ، وهو قوله : { ولله ما في السموات وما في الأرض يغفر لمن يشاء } أَي : الذَّنب العظيم للموحِّدين { ويعذّب من يشاء } يريد : المشركين على الذَّنب الصَّغير { والله غفورٌ } لأوليائه { رحيمٌ } بهم .