Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 173-176)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الذين قال لهم الناس … } الآية . كان أبو سفيان واعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يوافيه العام المقبل من يوم أُحدٍ بِبَدْرٍ الصُّغرى ، فلمَّا كان العام المقبل بعث نعيم بن مسعود الأشجعيِّ ليجبِّن المؤمنين عن لقائه ، وهو قوله : { الذين } يعني : المؤمنين { قال لهم الناس } يعني : نعيم بن مسعود { إنَّ الناس } يعني : أبا سفيان وأصحابه { قد جمعوا } [ باللطيمة سوق مكة ] { لكم فاخشوهم } ولا تأتوهم { فزادهم } ذلك القول { إيماناً } أَيْ : ثبوتاً في دينهم ، وإقامةً على نصرة نبيِّهم { وقالوا حسبنا الله } أَيْ : الذي يكفينا أمرهم هو الله { ونِعْمَ الوكيل } أَيْ : الموكول إليه الأمر . { فانقلبوا بنعمةٍ من الله وفضل } [ ربحٍ ] وذلك أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج لذلك الموعد ، فلم يلق أحداً من المشركين ، ووافقوا السُّوق ، وذلك أنَّه كان موضع سوقٍ لهم ، فاتَّجروا وربحوا ، وانصرفوا إلى المدينة سالمين غانمين ، وهو قوله : { لم يمسسهم سوءٌ } أَيْ : قتل ولا جراح { واتبعوا رضوان الله } [ إلى بدر الصغرى في طاعته و ] في طاعة رسوله . قوله : { إنما ذٰلكم الشيطان يُخوِّف أولياءَه } أَيْ : يُخوِّفكم بأوليائه ، يعني : الكفَّار { فلا تخافوهم وخافون } في ترك أمري { إن كنتم مؤمنين } مُصدِّقين لوعدي . { ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر } أَيْ : في نصرته ، وهم المنافقون واليهود والمشركون { إنَّهم لن يضرُّوا الله } أََيْ : أولياءَه ودينه { شيئاً } وإنَّما يعود وبال ذلك عليهم ، { يريد الله ألا يجعل لهم حظَّاً } نصيباً { في الآخرة } في الجنَّة .