Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 177-183)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

[ { إنَّ الذين اشتروا الكفر بالإِيمان } أَيْ : استبدلوا . كرَّر { لن يضروا الله شيئاً } لأنَّه ذكره في الأول عن طريق العلة لما يجب من التَّسلية عن المسارعة إلى الضَّلالة ، وذكره في الثاني على طريق العلة لاختصاص المضرة بالعاصي دون المعصي ] . { ولا يحسبنَّ الذين كفروا أنَّما نُملي لهم } أَيْ : أنَّ إملاءنا - وهو الإِمهال والتأخير - { خيرٌ لأنفسهم إنما نملي لهم } أَيْ : نُطوِّل أعمارهم ليزدادوا إثماً لمعاندتهم الحق ، وخلافهم الرَّسول ، نزلت الآية في قومٍ من الكفَّار علم الله تعالى أنَّهم لا يؤمنون أبداً . وأنَّ بقاءهم يزيدهم كفراً . { ما كانَ الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه } أَيُّها المؤمنون من التباس المنافق بالمؤمن { حتى يميز الخبيث من الطيب } أََيْ : المنافق من المؤمن ، ففعل ذلك يوم أُحدٍ ، لأنَّ المنافقين أظهروا النِّفاق بتخلُّفهم { وما كان الله ليطلعكم على الغيب } فتعرفوا المنافق من المؤمن قبل التَّمييز { ولكنَّ الله } يختار لمعرفة ذلك مَن يشاء من الرُّسل ، وكان محمَّد ممَّن اصطفاه الله بهذا العلم . { ولا يحسبنَّ الذين يبخلون } أَيْ : بخل الذين يبخلون { بما آتاهم الله منْ فضله } بما يجب فيه من الزَّكاة . نزلت في مانعي الزَّكاة { هو خيراً لهم } أَيْ : البخلَ خيراً لهم { بل هو شرٌّ لهم } لأَنَّهم يستحقُّون بذلك عذاب الله { سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة } وهو أنَّه يُجعل ما بَخِل به من المال حيَّةً يُطوَّقها في عنقه تنهشه من قرنه إلى قدمه { ولله ميراث السموات والأرض } أَيْ : إنَّه يُغني أهلهما ، وتبقى الأملاك والأموال لله ، ولا مالك لها إلاَّ الله تعالى . { لقد سمع الله قول الذين قالوا إنَّ الله فقير ونحن أغنياء } نزلت في اليهود حين قالوا - لمَّا نزل قوله : { مَنْ ذا الذي يقرض الله قرضاً … } الآية - : إنَّ الله فقيرٌ يستقرضنا ، ونحن أغنياء ، ولو كان غنيَّاً ما استقرضنا أموالنا { سنكتب ما قالوا } أَيْ : نأمر الحفظة بإثبات ذلك في صحائف أعمالهم … الآية . { ذلك } أَيْ : ذلك العذاب { بما قدَّمت أيديكم } بما سلف من إجرامكم { وأنَّ الله } وبأن الله { ليس بظلام للعبيد } فيعاقبهم بغير جرمٍ . { الذين قالوا إنَّ الله عهد إلينا … } أَيْ : اليهود ، وذلك أنَّ الله أمر بني إسرائيل في التَّوراة ألا يُصدقوا رسولاً جاءهم حتى يأتيهم بقربانٍ تأكله النَّار إلاَّ المسيحَ ومحمداً عليهما السَّلام ، فكانوا يقولون لمحمَّد عليه السَّلام : لا نُصدِّقك حتى تأتينا بقربان تأكله النَّار ، لأنَّ الله عهد إلينا ذلك ، فقال الله تعالى لمحمد عليه السَّلام إقامةً للحجَّة عليهم : { قل قد جاءكم رسلٌ من قبلي … } الآية ، ثمَّ عزَّى النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن تكذيبهم .