Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 34-37)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ذريةً } أَي : اصطفى ذريَّةً { بعضها من بعض } أَيْ : من ولد بعض ؛ لأنَّ الجميع ذريَّة آدم ، ثمَّ ذريَّة نوح { والله سميع } لما تقوله الذُّريَّة المصطفاة { عليمٌ } بما تضمره ، فلذلك فضَّلها على غيرها . { إذ قالت امرأة عمران } وهي حنَّة أمُّ مريم : { إني نذرت لك ما في بطني } أيْ : أوجبتُ على نفسي أن أجعل ما في بطني { محرَّراً } عتيقاً خالصاً لله ، خادماً للكنيسة ، مفرَّغاً للعبادة ولخدمة الكنيسة ، وكان على أولادهم فرضاً أن يُطيعوهم في نذرهم ، فتصدَّقت بولدها على بيت المقدس . { فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى } اعتذرت ممَّا فعلت من النَّذر لمَّا ولدت أنثى { وليس الذكر كالأنثى } في خدمة الكنيسة لما يلحقها من الحيض والنِّفاس { وإني أعيذها بك } أَيْ : أمنعها وأجيرها { من الشيطان الرجيم } الملعون المطرود . { فتقبلها ربُّها بقبول حسن } أَيْ : رضيها مكان المحرَّر الذي نذرته { وأنبتها نباتاً حسناً } في صلاحٍ وعفَّةٍ ومعرفةٍ بالله وطاعةٍ له { وكفلها زكريا } ضمن القيام بأمرها ، فبنى لها محراباً في المسجد لا يرتقى إليه إلاَّ بسلَّم ، والمحراب : الغرفة ، وهو قوله : { كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً } أَيْ : فاكهة الشِّتاء في الصَّيف ، وفاكهة الصَّيف في الشِّتاء تأتيها به الملائكة من الجنَّة ، فلمَّا رأى زكريا ما أُوتيت مريم من [ فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف ] على خلاف مجرى العادة طمع في رزق الولد من العاقر على خلاف العادة .