Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 69-75)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ودَّت طائفةٌ من أهل الكتاب لو يضلونكم } أراد اليهود أن يستزلُّوا المسلمين عن دينهم ويردُّوهم إلى الكفر ، فنزلت هذه الآية . { وما يضلون إلاَّ أنفسهم } لأنَّ المؤمنين لا يقبلون قولهم ، فيحصل الإِثم عليهم بتمنِّيهم إِضلال المؤمنين { وما يشعرون } أَنَّ هذا يضرُّهم ولا يضرُّ المؤمنين . { يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله } أَيْ : بالقرآن { وأنتم تشهدون } بما يدلُّ على صحَّته من كتابكم ؛ لأنَّ فيه نعتَ محمَّدٍ عليه السَّلام وذكره . { يا أهل الكتاب لم تلبسون } ذُكر في سورة البقرة . { وقالت طائفة من أهل الكتاب … } الآية . وذلك أنَّ جماعةً من اليهود قال بعضهم لبعض : أظهروا الإِيمان بمحمَّدٍ والقرآنِ في أوَّل النَّهار ، وارجعوا عنه في آخر النهار ، فإنَّه أحرى أن ينقلب أصحابه عن دينه ويشكُّوا إذا قلتم : نظرنا في كتابكم فوجدنا محمَّداً ليس بذاك ، فأطلع الله نبيَّه عليه السَّلام على سرِّ اليهود ومكرهم بهذه الآية . { ولا تؤمنوا } هذا حكايةٌ من كلام اليهود بعضهم لبعض . قالوا : لا تُصدِّقوا ولا تُقِرّوا بـ { أَنْ يؤتى أحدٌ مثل ما أوتيتم } من العلم والحكمة ، والكتاب ، والحجَّة والمنِّ والسَّلوى ، والفضائل والكرامات { إلاَّ لمن تبع دينكم } اليهوديَّة وقام بشرائعه ، وقوله : { قل إنَّ الهدى هدى الله } اعتراضٌ بين المفعول وفعله ، وهو من كلام الله تعالى ، وليس من كلام اليهود ، ومعناه : إنَّ الدِّين دين الله ، وقوله : { أو يحاجُّوكم } عطف على قوله : { أن يؤتى } والمعنى : ولا تؤمنوا بأن يحاجُّوكم عند ربكم ؛ لأنَّكم أصحُّ ديناً منهم ، فلا يكون لهم الحجَّة عليكم ، فقال الله تعالى : { قل إنَّ الفضل بيد الله } أَيْ : ما تفضَّل الله به عليك وعلى أُمتِّك . { يختصُّ برحمته } بدينه الإِسلام { مَنْ يشاء والله ذو الفضل } على أوليائه { العظيم } لأنَّه لا شيءَ أعظمُ عند الله من الإِسلام ، ثمَّ أخبر عن اختلاف أحوالهم في الأمانة والخيانة بقوله : { ومِنْ أهل الكتاب مَنْ إنْ تأمنه بقنطارٍ يؤدِّه إليك } يعني : عبد الله بن سلام ، أُودع ألفاً ومائتي أوقية من ذهب ، فأدَّى الأمانة فيه إلى مَنْ ائتمنه { ومنهم من إِنْ تأمنه بدينار لا يؤدِّه إليك } يعني : فنحاص بن عازوراء ، أودع ديناراً فخانه { إلاَّ ما دمت عليه قائماً } على رأسه بالاجتماع معه ، فإن أنظرته وأخَّرته أنكر . { ذلك } أَيْ : الاستحلال والخيانة { بأنَّهم } يقولون : { ليس علينا } فيما أصبنا من أموال العرب شيءٌ ؛ لأنَّهم مشركون ، فالأميُّون في هذه الآية العرب كلُّهم ، ثمَّ كذَّبهم الله تعالى في هذا ، فقال : { ويقولون على الله الكذب } لأنَّهم ادَّعوا أنَّ ذلك في كتابهم وكذبوا ، فإنَّ الأمانة مؤدَّاة في كلِّ شريعة { وهم يعلمون } أَنَّهم يكذبون ، ثمَّ ردَّ عليهم قولهم : { ليس علينا في الأُمييِّن سبيل } .