Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 76-80)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ بلى } أَيْ : بلى عليهم سبيل [ في ذلك ] ، ثمَّ ابتدأ فقال : { مَنْ أوفى بعهده } أَيْ : بعهد الله الذي عهد إليه في التَّوراة من الإِيمان بمحمدٍ عليه السَّلام والقرآن ، وأَدَّى الأمانة ، واتَّقى الكفر والخيانة ، ونَقْضَ العهد { فإنَّ الله يحب المتقين } أََيْ : مَنْ كان بهذه الصفة . { إنَّ الذين يشترون بعهد الله } نزلت في رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ضَيعةٍ ، فهمَّ المدَّعَى عليه أن يحلف ، فنزلت هذه الآية فنكل [ المُدَّعى عليه ] عن اليمين وأقرَّ بالحقِّ ، ومعنى { يشترون } يستبدلون ، { بعهد الله } بوصيته للمؤمنين أن لا يحلفوا كاذبين باسمه { وأيمانهم } جميع اليمين ، وهو الحلف { ثمناً قليلاً } من الدُّنيا { أولئك لا خلاق لهم في الآخرة } أَيْ : لا نصيب لهم فيها { ولا يكلِّمهم الله } بكلامٍ يسرُّهم { ولا ينظر إليهم } بالرَّحمة ، وأكثر المفسرين على أنَّ الآية نزلت في اليهود ، وكتمانهم أمر محمد صلى الله عليه وسلم وإيمانهم الذي بدَّلوه من صفة محمد عليه السَّلام هو الحقُّ في التَّوراة ، والدَّليل على صحَّة هذا قوله : { وإنَّ منهم } أَيْ : من اليهود { لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب } يحرِّفونه بالتَّغيير والتَّبديل ، والمعنى : يلوون ألسنتهم عن سنن الصَّواب بما يأتونه به من عند أنفسهم { لتحسبوه } أَيْ : لتحسبوا ما لووا ألسنتهم به { من الكتاب } . { ما كان لبشرٍ … } الآية . لمَّا ادَّعت اليهود أنَّهم على دين إبراهيم عليه السَّلام وكذَّبهم الله تعالى غضبوا وقالوا : ما يرضيك منَّا يا محمد إلاَّ أَنْ نتَّخذك ربّاً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : معاذَ الله أَنْ نأمر بعبادة غير الله ، ونزلت هذه الآية . { ما كان لبشر } أن يجمع بين هذين : بين النبوَّة وبين دُعاء الخلق إلى عبادة غير الله { ولكن } يقول : { كونوا ربانيين … } الآية . أَيْ : يقول : كونوا معلِّمي الناس بعلمكم ودرسكم ، علِّموا النَّاس وبيِّنوا لهم ، وكذا كان يقول النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لليهود ؛ لأنَّهم كانوا أهل كتاب يعلمون ما لا تعلمه العرب . { ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً } كما فعلت النَّصارى والصَّابئون { أيأمركم بالكفر } استفهامٌ معناه الإِنكار ، أَيْ : لا يفعل ذلك { بعد إذ أنتم مسلمون } بعد إسلامكم .