Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 81-84)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب } " ما " ها هنا للشرط ، والمعنى ، لئن آتيتكم شيئاً من كتاب وحكمة ، ومهما آتيتكم { ثمَّ جاءكم رسول مصدِّق لما معكم لتؤمننَّ به } ويريد بميثاق النَّبييِّن عهدهم ليشهدوا لمحمد عليه السَّلام أنَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو قوله : { ثمَّ جاءكم رسولٌ مصدقٌ لما معكم } يريد محمداً { لتؤمننَّ به ولتنصرنَّه } أَيْ : إن أدركتموه ولم يبعث الله نبيَّاً إلاَّ أخذ عليه العهد في محمَّدٍ عليه السَّلام ، وأمره بأنْ يأخذ العهد على قومه لَيُؤمننَّ به ، ولئنْ بُعث وهم أحياءٌ لينصرنَّه ، وهذا احتجاجٌ على اليهود ، وقوله : { أأقررتم } أَيْ : قال الله للنَّبييِّن : أقررتم بالإِيمان به والنُّصرة له { وأخذتم على ذٰلكم إصري } أَيْ : قبلتم عهدي ؟ { قالوا أقررنا قال فاشهدوا } أَي : على أنفسكم وعلى أتباعكم { وأنا معكم من الشاهدين } عليكم وعليهم . { فَمَن تولى } أعرض من { بعد ذلك } بعد أخذ الميثاق وظهور آيات النبيِّ صلى الله عليه وسلم { فأولئك هم الفاسقون } الخارجون عن الإيمان . { أفغير دين الله يبغون } بعد أخذ الميثاق عليهم بالتَّصديق بمحمَّد عليه السَّلام { وله أسلم مَنْ في السموات والأرض طوعاً } الملائكة والمسلمون { وكرهاً } الكفَّار في وقت البأس { وإليه يُرجعون } وعيدٌ لهم ، أَيْ : أيبغون غير دين الله مع أنَّ مرجعهم إليه ؟ { قل آمنا بالله } أُمِرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يقول : آمنَّا بالله وبجميع الرُّسل من غير تفريقٍ بينهم في الإِيمان كما فعلت اليهود والنَّصارى ، ونظير هذه الآية قد مضى في سورة البقرة .