Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 37-38)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وإذ تقول للذي أنعم الله عليه } بالإسلام ، يعني : زيداً { وأنعمت عليه } بالإِعتاق : { أمسك عليك زوجك واتق الله } فيها ، وكان صلى الله عليه وسلم يحبُّ أن يتزوَّج بها ، إلا أنَّه آثر ما يجب من الأمر بالمعروف ، وقوله : { وتخفي في نفسك ما الله مبديه } أن لو فارقَها تزوَّجتها ، وذلك أنَّ الله تعالى كان قد قضى ذلك ، وأعلمه أنَّها ستكون من أزواجه ، وإأنَّ زيداً يُطلِّقها { وتخشى الناس } تكره قالة النَّاس لو قلت : طَلِّقْها ، فيقال أمر رجلاً بطلاق امرأته ، ثمَّ تزوَّجها { والله أحقُّ أن تخشاه } في كلِّ الأحوال ، ليس أنَّه لم يَخْشَ الله في شيءٍ من هذه القضيَّة ، ولكن ذكر الكلام ها هنا على الجملة . وقيل والله أحقُّ أن تستحيي منه ، فلا تأمر زيداً بإمساك زوجته بعد إعلام الله سبحانه إياك أنها ستكون زوجتك ، وأنت تستحيي من النَّاس وتقول : أمسك عليك زوجك . { فلما قضى زيد منها وطراً } حاجته من نكاحها { زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج … } الآية . لكيلا يظنَّ ظانٌّ أنَّ امرأة المتبنَّى لا تحلُّ للمتبنِّي ، وكانت العرب تظنُّ ذلك ، وقوله : { وكان أمر الله مفعولاً } كائناً لا محالة ، وكان قد قضى في زينب أن يتزوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم . { ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له } فيما أحلَّ له من النِّساء { سنة الله في الذين خلوا من قبل } يقول : هذه السُّنَّة قد مضت أيضاً لغيرك . يعني : كثرة أزواج داود وسليمان عليهما السَّلام ، والمعنى : سنَّ الله له سنَّةٌ واسعةً لا حرج عليه فيها { وكان أمر الله قدراً مقدوراً } قضاءً مقضياً .