Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 52-55)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لا يحلُّ لك النساء من بعد } أَيْ : من بعد هؤلاء التِّسع { ولا أن تبدَّل بهنَّ من أزواجٍ ولو أعجبك حسنهنَّ } ليس لك أن تطلِّق واحدةً من هؤلاء ، ولا تتزوَّج بدلها أخرى أعجبتك بجمالها { إلاَّ ما ملكت يمينك } من الإِماء فإنهنَّ حلالٌ لك . { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي … } الآية . نزلت في ناسٍ من المؤمنين كانوا يتحيَّنون طعام النبي صلى الله عليه وسلم ، فيدخلون عليه قبل الطَّعام إلى أن يدرك ، ثمَّ يأكلون ولا يخرجون ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتأذَّى بهم ، وهو قوله : { غير ناظرين إناه } أيْ : منتظرين إدراكه { ولا مُسْتأنِسِين لحديث } طالبين الأنس { والله لا يستحيِ من الحق } لا يترك تأديبكم وحملكم على الحقِّ { وإذا سألتموهنَّ متاعاً فاسألوهنَّ من وراء حجاب } إذا أردتم أن تخاطبوا أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم في أمرٍ فخاطبوهنَّ من وراء حجابٍ ، وكانت النِّساء قبل نزول هذه الآية يبرزن للرِّجال ، فلمَّا نزلت هذه الآية ضرب عليهنَّ الحجاب ، فكانت هذه آية الحجاب بينهنَّ وبين الرِّجال { ذلكم } أَيْ : الحجاب { أطهر لقلوبكم وقلوبهن } فإنَّ كلَّ واحدٍ من الرَّجل والمرأة إذا لم ير [ الآخر ] لم يقع في قلبه { وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله } أَيْ : ما كان لكم أذاه في شيءٍ من الأشياء { ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً } وذلك أنَّ رجلاً من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : لئن قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنكحنَّ عائشة رضي الله عنها وعن أبيها ، فأعلم الله سبحانه أنَّ ذلك محرَّمٌ بقوله : { إن ذلك كان عند الله عظيماً } أَيْ : ذنباً عظيماً . { إن تبدوا شيئاً أو تخفوه … } الآية . نزلت في هذا الرَّجل الذي قال : لأنكحنَّ عائشة ، أخبر الله أنَّه عالمٌ بما يُظهر ويُكتم ، فلمَّا نزلت آية الحجاب قالت الآباء والأبناء لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ونحن أيضاً نُكلِّمهنَّ من وراء الحجاب ؟ فأنزل الله سبحانه : { لا جناح عليهن في آبائهنَّ ولا أبنائهنَّ ولا إخوانهنّ ولا أبناءِ إخوانهنّ ولا أبناءِ أخواتهنّ ولانسائهنّ ولا ما ملكت أيمانهن } أَيْ : في ترك الاحتجاب من هؤلاء .