Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 56-62)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنَّ الله وملائكته يصلُّون على النبيِّ } الله تعالى يثني على النبيِّ ويرحمه ، والملائكة يدعون له { يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً } قولوا : اللهم صلِّ على محمدٍ وسلِّمْ . { إن الذين يؤذون الله ورسوله } يعني : اليهود والنَّصارى والمشركين في قولهم : { يد الله مغلولةٌ } و { إنَّ الله فقيرٌ } و { المسيحُ ابنُ الله } والملائكة بنات الله ، وشجُّوا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا له : ساحرٌ وشاعرٌ . { والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا } يرمونهم بغير ما عملوا . { يا أيها النبي قل لأزواجك … } الآية . كان قومٌ من الزُّناة يتَّبعون النِّساء إذا خرجن ليلاً ، ولم يكونوا يطلبون إلاَّ الإِماء ، ولم يكن يؤمئذٍ تُعرفْ الحرَّة من الأمة ؛ لأنَّ زِيَّهُنَّ كان واحداً ، إنَّما يخرجن في درعٍ وخمارٍ ، فنهى الله سبحانه الحرائر أن يتشبَّهنَّ بالإماء ، وأنزل قوله تعالى : { يدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ } أَيْ : يرخين أرديتهنَّ وملاحفهنَّ ؛ ليعلم أنهنَّ حرائر فلا يتعرض لهنَّ ، وهو قوله : { ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً } لما سلف من ترك السِّتر { رحيماً } بهنَّ إذ يسترهنَّ . { لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض } يعني : الزُّناة { والمرجفون في المدينة } الذين يوقعون أخبار السَّرايا بأنهم هُزموا بالكذب والباطل { لنغرينَّك بهم } لنسلطنَّك عليهم { ثم لا يجاورونك فيها } لا يساكنونك في المدينة { إلاَّ قليلاً } حتى يخرجوا منها . { ملعونين } مطرودين { أينما ثقفوا } وُجدوا { أخذوا وقتلوا تقتيلاً } . { سنة الله في الذين خلوا من قبل } سنَّ الله في الذين ينافقون الأنبياء ويرجفون بهم أن يُقتلوا حيث ما ثقفوا .