Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 115-119)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ومَنْ يشاقق الرسول } أَيْ : يخالفه { من بعد ما تبيَّن له الهدى } الإِيمان بالله ورسوله ، وذلك أنَّه ظهر له من الآية ما فيه بلاغ بما أطلع الله سبحانه على أمره ، فعادى النبيَّ صلى الله عليه وسلم بعد وضوح الحجَّة وقيام الدليل { ويتبع غير سبيل المؤمنين } غير دين الموحِّدين { نوله ما تولى } ندعه وما اختار لنفسه { ونصله جهنم } ندخله إيَّاها ونلزمه النَّار ، ثمَّ أشرك بالله طعمة فكان يعبد صنماً إلى أن مات ، فأنزل الله فيه : { إنَّ الله لا يغفر أن يشرك به … } الآية . ثمَّ نزل في أهل مكة : { إن يدعون من دونه } أَيْ : ما يعبدون من دون الله { إلاَّ إناثاً } أَيْ : أصنامهم اللاَّت والعزَّى ومناة { وإن يدعون إلاَّ شيطاناً مريداً } ما يعبدون بعبادتهم لها إلاَّ شيطاناً خارجاً عن طاعة الله تعالى . يعني : إبليس ؛ لأنَّهم أطاعوه فيما سوَّل لهم من عبادتها . { لعنه الله } دحره وأخرجه من الجنَّة { وقال } يعني إبليس : { لأتخذنَّ من عبادك } بإغوائي وإضلالي { نصيباً مفروضاً } معلوماً ، أَيْ : مَن اتَّبعه وأطاعه . { ولأُضلنَّهم } عن الحقِّ { ولأمنينَّهم } أن لا جنَّة ولا نار . وقيل : ركوب الأهواء . { ولآمرنَّهم فليبتكنَّ آذان الأنعام } [ أي : فليقطعنَّها ] يعني : البحائر ، وسيأتي بيان ذلك فيما بعد [ في سورة المائدة ] . { ولآمرنهم فليغيرن خلق الله } أَيْ : دينه . يكفرون ويحرِّمون الحلال ، ويحلون الحرام { ومَنْ يتخذ الشيطان ولياً من دون الله } أيْ : [ مَنْ ] يُطعه فيما يدعو إليه من الضَّلال { فقد خسر خسراناً مبيناً } خسر الجنَّة ونعيمها .