Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 108-114)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يستخفون } يستترون بخيانتهم { من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم } عالم بما يخفون { إذ يبيِّتون } يُهيِّئون ويُقدِّرون ليلاً { ما لا يرضى من القول } وهو أنَّ طعمة قال : أرمي اليهوديَّ بأنَّه سارق الدِّرع ، وأحلف أنِّي لم أسرق فيقبل يميني ؛ لأنِّي على دينهم { وكان الله بما يعملون محيطاً } عالماً ، ثمَّ خاطب قوم طعمة فقال : { ها أنتم هٰؤلاء جادلتم } خاصمتم { عنهم } عن طعمة وذويه { في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة } أَيْ : لا أحد يفعل ذلك ، ولا يكون في ذلك اليوم عليهم وكيلٌ يقوم بأمرهم ويخاصم عنهم ، ثمَّ عرض التَّوبة على طعمة وقومه بقوله : { ومَنْ يعمل سوءاً } معصيةً كما عمل قوم طعمة { أو يظلم نفسه } بذنبٍ كفعل طعمة { ثم يستغفر الله … } الآية . ثمَّ ذكر أنَّ ضرر المعصية إنَّما يلحق العاصي ، ولا يلحق الله من معصيته ضررٌ ، فقال : { ومَنْ يكسب إثماً فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليماً } بالسَّارق { حكيماً } حكم بالقطع على طعمة . { ومَنْ يكسب خطيئةً } ذنباً بينه وبين الله تعالى . يعني : يمينه الكاذبة أنَّه ما سرق { أو إثماً } ذنباً بينه وبين النَّاس . يعني : سرقته { ثمَّ يرمِ به } أَيْ : بإثمه { بريئاً } كما فعل طعمة حين رمى اليهوديَّ بالسَّرقة { فقد احتمل بهتاناً } برمي البريء { وإثماً مبيناً } باليمين الكاذبة والسَّرقة . { ولولا فضلُ الله عليك ورحمته } بالنبوَّة والعصمة { لهمَّت } لقد همَّت { طائفة منهم } من قوم طعمة { أن يضلوك } أَيْ : يُخطِّئوك في الحكم ، وذلك أنَّهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجادل عنهم ويقطع اليهوديَّ { وما يضلون إلاَّ أنفسهم } بتعاونهم على الإِثم والعدوان وشهادتهم الزُّور والبهتان { وما يضرونك من شيء } لأنَّ الضَّرر على مَنْ شهد بغير حقٍّ ، ثمَّ منَّ الله عليه فقال : { وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة } أَي : القضاء بالوحي ، وبيَّن لك ما فيه الحكمة ، فلمَّا بان أنَّ السَّارق طعمة تناجى قومه في شأنه ، فأنزل الله تعالى : { لا خير في كثير من نجواهم } أَيْ : مسارَّتهم { إلاَّ مَنْ أمر } أَيْ : إلاَّ في نجوى من أمر { بصدقةٍ } وقال مجاهد : هذه الآية عامَّةٌ للناس . يريد : أنَّه لا خير فيما يتناجى فيه النَّاس ، ويخوضون فيه من الحديث إلاَّ ما كان من أعمال البرِّ ، ثمَّ بيَّن أنَّ ذلك ينفع مَن ابتغى به ما عند الله ، فقال : { ومَنْ يفعل ذلك … } الآية . ثمَّ حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم على طعمة بالقطع ، فخاف على نفسه الفضيحة ، فهرب إلى مكة ولحق بالمشركين .