Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 138-142)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ بشر المنافقين بأنَّ لهم عذاباً أليماً } . { الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين } هذه الآية من صفة المنافقين ، وكانوا يُوالون اليهود مخالفةً للمسلمين يتوهَّمون أنَّ لهم القوَّة والمنعة ، وهو معنى قوله : { أيبتغون عندهم العزَّة } أَي : القوَّة بالظهور على محمدٍ صلى الله عليه وسلم { فإنَّ العزة } أَي : الغلبة والقوَّة { لله جميعاً } . { وقد نزل عليكم } أيها المؤمنون { في الكتاب } في القرآن { أنْ إذا سمعتم } الكفر بآيات الله والاستهزاء بها { فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديثٍ } غير الكفر والاستهزاء . يعني : قوله في سورة الأنعام { وإذا رأيتَ الذين يخوضون في آياتنا … } الآية . هذه كانت مما نزل عليهم في الكتاب ، وقوله : { إنكم إذاً مثلهم } يعني : إنْ قعدتم معهم راضين بما يأتون من الكفر بالقرآن والاستهزاء به ، وذلك أنَّ المنافقين كانوا يجلسون إلى أحبار اليهود ، فيسخرون من القرآن ، فنهى الله سبحانه المسلمين عن مجالستهم { إنَّ الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً } يريد : أنَّهم كما اجتمعوا على الاستهزاء بالآيات يجتمعون في جهنَّم على العذاب . { الذين يتربصون بكم } يعني : المنافقين ينتظرون بكم الدَّوائر { فإن كان لكم فتحٌ من الله } ظهورٌ على اليهود { قالوا ألم نكن معكم } فأعطونا من الغنيمة { وإن كان للكافرين نصيبٌ } من الظَّفر على المسلمين { قالوا } لهم : { ألم نستحوذ } [ نغلب ] { عليكم } نمنعكم عن الدُّخول في جملة المؤمنين { ونمنعكم من المؤمنين } بتخذيلهم عنكم ، ومراسلتنا إيَّاكم بأخبارهم { فالله يحكم بينكم } يعني : بين المؤمنين والمنافقين { يوم القيامة } يعني : أنَّه أخَّر عقابهم إلى ذلك اليوم ، ورفع عنهم السَّيف [ في الدُّنيا ] ، { ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً } أَيْ : حجَّةً يوم القيامة ؛ لأنَّه يفردهم بالنَّعيم ، وما لا يشاركونهم فيه من الكرامات بخلاف الدُّنيا . { إنَّ المنافقين يخادعون الله } أَيْ : يعملون عمل المخادع بما يظهرونه ، ويبطنون خلافه . { وهو خادعهم } مجازيهم جزاءَ خداعهم ، وذلك أنَّهم يُعطون نوراً كما يُعطى المؤمنون ، فإذا مضوا قليلاً أطفىء نورهم ، وبقوا في الظُّلمة { وإذا قاموا إلى الصلاة } مع النَّاس { قاموا كسالى } متثاقلين { يراؤون الناس } ليرى ذلك النَّاس ، لا لاتِّباع أمر الله . يعني : ليراهم النَّاس مُصلِّين لا يريدون وجه الله { ولا يذكرون الله إلاَّ قليلاً } لأنَّهم يعملونه رياءً وسمعةً ، ولو أرادوا به وجه الله لكان كثيراً .