Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 143-152)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مذبذبين بين ذلك } مُردَّدين بين الكفر والإِيمان ، ليسوا بمؤمنين مخلصين ، ولا مشركين مصرِّحين بالشِّرك { لا إلى هٰؤلاء ولا إلى هٰؤلاء } لا من الأنصار ، ولا من اليهود { ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً } من أضلَّه الله فلن تجد له ديناً . { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين } يعني : الأنصار . يقول : لا توالوا اليهود من قريظة والنَّضير { أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً } حجَّة بيِّنة في عقابكم بموالاتكم اليهود ، أيْ : إنَّكم إذا فعلتم ذلك صارت الحجُّة عليكم في العقاب . { إنَّ المنافقين في الدرك الأسفل من النار } أَيْ : في أسفل درج النَّار { ولن تجد لهم نصيراً } مانعاً يمنعهم من عذاب الله . { إلاَّ الذين تابوا } من النِّفاق { وأصلحوا } العمل { واعتصموا بالله } التجأوا إليه { وأخلصوا دينهم لله } من شائب الرِّياء { فأولئك مع المؤمنين } أَيْ : هم أدنى منهم بعد هذا كلِّه ، ثمَّ أوقع أجر المؤمنين في التَّسويف لانضمامهم إليهم فقال : { وسوف يُؤتي الله المؤمنين أجراً عظيماً } . { ما يفعل الله بعذابكم } بعذاب خلقه { إن شكرتم } اعترفتم بإحسانه { وآمنتم } بنبيِّه { وكان الله شاكراً } للقليل من أعمالكم { عليماً } بنيَّاتكم . { لا يحب الله الجهر بالسوء من القول } نزلت ترخيصاً للمظلوم أنْ يجهر بشكوى الظَّالم ، وذلك أنَّ ضيفاً نزل بقوم فأساؤوا قِراه ، فاشتكاهم ، فنزلت هذه الآية . رخصةً في أن يشكوا ، وقوله : { إلاَّ من ظلم } لكن مَنْ ظُلم فإنَّه يجهر بالسُّوء من القول ، وله ذلك { وكان الله سميعاً } لقول المظلوم { عليماً } بما يضمره ، أَيْ : فليقل الحقِّ ، ولا يتعدَّ ما اُذن له فيه . { إن تبدوا خيراً } من أعمال البرِّ { أو تخفوه أو تعفوا عن سوء } يأتيك من أخيك المسلم { فإنَّ الله كان عفواً } لمَنْ عفا { قديراً } على ثوابه . { إنَّ الذين يكفرون بالله ورسله } هم اليهود كفروا بعيسى عليه السَّلام والإِنجيل ، ومحمدٍ عليه السَّلام والقرآن { ويريدون أن يفرِّقوا بين الله ورسله } بأن يؤمنوا بالله ويكفروا بالرُّسل { ويقولون نؤمن ببعض } الرّسل { ونكفر } ببعضهم { ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً } بين الإِيمان بالبعض ، والكفر بالبعض ديناً يدينون به . { أولئك هم الكافرون حقاً } أَيْ : إنَّ إيمانهم ببعض الرُّسل لا يُزيل عنهم اسم الكفر ، ثمَّ نزل في المؤمنين . { والذين آمنوا بالله ورسله … } الآية .