Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 153-160)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يسألك أهل الكتاب … } الآية . سألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنْ يأتيهم بكتابٍ جُمْلَةً من السَّماء ، كما أتى به موسى ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . وقوله : { فقد سألوا موسى أكبر من ذلك } يعني : السَّبعين الذين ذكروا في قوله : { وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك … } الآية . { ثمَّ اتخذوا العجل } يعني : الذين خلَّفهم موسى مع هارون { من بعد ما جاءتهم البينات } العصا ، واليد ، وفلق البحر { فعفونا عن ذلك } لم نستأصل عبدة العجل { وآتينا موسى سلطاناً مبيناً } حجَّةً بيِّنةً قوي بها على مَنْ ناوأه . { ورفعنا فوقهم الطور } حين امتنعوا من قبول شريعة التَّوراة { بميثاقهم } أَيْ : بأخذ ميثاقهم { وقلنا لهم لا تعدوا في السبت } لا تعتدوا باقتناص السَّمك فيه { وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً } عهداً مؤكَّداً في النبيِّ صلى الله عليه وسلم . { فبما نقضهم ميثاقهم } أَيْ : فبنقضهم ، و " ما " زائدةٌ للتَّوكيد ، وقوله : { بل طبع اللَّهُ عليها بكفرهم } أَيْ : ختم الله على قلوبهم فلا تعي وَعْظاً ، مجازاةً لهم على كفرهم ، { فلا يؤمنون إلاَّ قليلاً } يعني : الذين آمنوا . { وبكفرهم } بالمسيح { وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً } حين رموها بالزِّنا . { وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابنَ مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم } أَيْ : ألقي لهم شبه عيسى على غيره حتى ظنُّوه لمَّا رأوه أنَّه المسيح { وإنَّ الذين اختلفوا فيه } أَيْ : في قتله ، وذلك أنَّهم لمَّا قتلوا الشَّخص المشَبَّه به كان الشَّبَه أُلقي على وجهه ، ولم يُلق على جسده شبهُ جسدِ عيسى ، فلمَّا قتلوه ونظروا إليه قالوا : الوجه وجه عيسى ، والجسد جسد غيره ، فاختلفوا ، فقال بعضهم : هذا عيسى ، وقال بعضهم : ليس بعيسى ، وهذا معنى قوله : { لفي شك منه } أَيْ : مِنْ قتله { ما لهم به } بعيسى { من علم } قُتِل أو لم يقتل { إلاَّ اتباع الظن } لكنَّهم يتَّبعون الظَّنَّ { وما قتلوه يقيناً } وما قتلوا المسيح على يقين من أنَّه المسيح . { بل رفعه الله إليه } أَيْ : إلى الموضع الذي لا يجري لأحدٍ سوى الله فيه حكمٌ وكان رفعُه إلى ذلك الموضع رفعاً إليه ؛ لأنَّه رُفع عن أن يجري عليه حكم أحدٍ من العباد { وكان الله عزيزاً } في اقتداره على نجاة مَنْ يشاء من عباده { حكيماً } في تدبيره في النَّجاة . { وإن من أهل الكتاب إلاَّ ليؤمنن به } أَيْ : ما مِن أهل الكتاب أحدٌ إلاَّ ليؤمننَّ بعيسى { قبل موته } إذا عاين المَلَك ، ولا ينفعه حينئذٍ إيمانه ، ولا يموت يهوديٌّ حتى يؤمن بعيسى { ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً } على أنْ قد بلَّغ الرِّسالة ، وأقرَّ بالعبوديَّة على نفسه . { فبظلم من الذين هادوا … } الآية . عاقب الله اليهود على ظلمهم وبغيهم بتحريم اشياء عليهم ، وهي ما ذُكر في قوله : { وعلى الذين هادوا حرَّمنا كلَّ ذي ظُفرٍ … } الآية .