Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 3-8)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإن خفتم ألا تُقسطوا } : ألا تعدلوا { في اليتامى } [ أي : في نكاح اليتامى ] وهمَّكم ذلك { فانكحوا ما طاب } أَي : الطَّيِّب { لكم من النساء } يعني : من اللاتي تحلُّ دون المحرَّمات ، والمعنى : أنَّ الله سبحانه قال لنا : فكما تخافون ألا تعدلوا بين اليتامى إذا كفلتموهم ، فخافوا أيضاً ألا تعدلوا بين النِّساء إذا نكحتموهنَّ ، فانكحوا من النِّساء { مثنى } أَي : اثنتين اثنتين { وثلاث } ثلاثاً ثلاثاً { ورباع } أربعاً أربعاً { فإن خفتم ألا تعدلوا } أَيْ : في الأربع { فواحدة } أَيْ : فلينكح كلُّ واحدٍ منكم واحدةً و { ذٰلك } أنَّ نكاح هؤلاء النِّسوة على قلَّة عددهنَّ { أدنى } أَيْ : أقربُ إلى العدل ، وهو قوله : { ألا تعولوا } أَيْ : تميلوا وتجوروا . { وآتوا النساء } أَيُّها الأزواج { صدقاتهنَّ } مهورهنَّ { نحلة } فريضةً وتديُّناً { فإنْ طبن لكم } أَيْ : إنْ طابت لكم أنفسهنَّ { عن شيء } من الصَّداق { فكلوه هنيئاً } في الدُّنيا لا يقضي به عليكم سلطانٌ { مريئاً } في الآخرة لا يؤاخذكم الله به . { ولا تؤتوا السفهاء } أَي : النِّساء والصِّبيان { أموالكم التي جعل الله لكم قياماً } لمعايشكم وصلاح دنياكم . يقول : لا تعمدْ إلى مالك الذي خوَّلك الله ، وجعله لك معيشةً فتعطيه امرأتك وبنيك ، فيكونوا هم الذين يقومون عليك ، ثمَّ تنظر إلى ما في أيديهم ، ولكن أمسك مالك وأصلحه ، وكن أنت الذي تنفق عليهم في كسوتهم ورزقهم ، وهو قوله : { وارزقوهم فيها } [ أي : اجعلوا لهم فيها رزقاً ] ، { واكسوهم وقولوا لهم قولاً معروفاً } أَيْ : عدةً جميلةً من البرِّ والصِّلة . { وابتلوا اليتامى } أَيْ : اختبروهم في عقولهم وأديانهم { حتى إذا بلغوا النكاح } أَيْ : حال النِّكاح من الاحتلام { فإن آنستم } أبصرتم { منهم رشداً } صلاحاً للعقل وحفظاً للمال . { ولا تأكلوها إسرافاً وبداراً أن يكبروا } أَيْ : لا تبادروا بأكل مالهم كبرَهم ورشدهم حذر أن يبلغوا ، فيلزمكم تسليم المال إليهم { ومن كان غنيّاً } من الأوصياء { فليستعفف } عن مال اليتيم ولا يأكل منه شيئاً { ومَنْ كان فقيراً فليأكل بالمعروف } يقدِّر أجرة عمله { فإذا دفعتم } أَيُّها الأولياء { إليهم } إلى اليتامى { أموالهم فأشهدوا عليهم } لكي إنْ وقع اختلافٌ أمكن الوليِّ أن يقيم البيِّنة على ردِّ المال إليه { وكفى بالله حسيباً } محاسباً ومجازياً للمحسن والمسيء . { للرجال نصيب … } الآية . كانت العرب في الجاهليَّة لا تورث النِّساء ولا الصِّغار شيئاً ، فأبطل الله ذلك ، وأعلم أنَّ حقَّ الميراث على ما ذكر في هذه الآية من الفرض . { وإذا حضر القسمة } أَيْ : قسمة المال بين الورثة { أولوا القربى } أَي : الذين يُحجبون ولا يرثون { واليتامى والمساكين فارزقوهم منه } وهذا على النَّدب والاستحباب . يستحبُّ للوارث أن يرضخ لهؤلاء إذا حضروا القسمة من الذَّهب والفضَّة ، وأن يقولوا لهم قولاً معروفاً إذا كان الميراث ممَّا لا يمكن أن يرضخ منه كالأرضين والرَّقيق .