Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 45-47)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ والله أعلم بأعدائكم } فهو يُعْلِمكم ما هم عليه { وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً } أَيْ : إنَّ ولايته ونصرته إيَّاكم تُغنيكم عن غيره من اليهود ، ومَنْ جرى مجراهم . { ومن الذين هادوا } أَيْ : قومٌ { يحرِّفون الكلم عن مواضعه } أَيْ : يُغيِّرون صفة محمَّد صلى الله عليه وسلم وزمانه ، ونبوَّته في كتابهم { ويقولون سمعنا } قولك { وعصينا } أمرك { واسمع غير مسمع } كانوا يقولون للنبيِّ صلى الله عليه وسلم : اسمع ، ويقولون في أنفسهم : لا سمعت { وراعنا ليَّاً بألسنتهم } أَيْ : ويقولون راعنا ، ويوجِّهونها إلى شتم محمَّد عليه السَّلام بالرُّعونة ، وذكرنا أنَّ هذا كان سبَّاً بلُغتهم { ولو أنَّهم قالوا سمعنا وأطعنا } مكان قولهم : سمعنا وعصينا وقالوا { واسمع وانظرنا } أَيْ : انظر إلينا ؛ بدل قولهم : راعنا { لكان خيراً لهم } عند الله { ولكن لَعَنَهُمُ الله بكفرهم } فلذلك لا يقولون ما هو خيرٌ لهم { فلا يؤمنون إلاَّ قليلاً } أَيْ : إيماناً قليلاً ، وهو قولهم : اللَّهُ ربُّنا ، والجنَّةُ حقٌّ ، والنَّارُ حقٌّ ، وهذا القليل ليس بشيءٍ مع كفرهم بمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ، وليس بمدحٍ لهم . { يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوهاً } أَيْ : نمحو ما فيها من عينٍ ، وفم ، وأنفٍ [ ومارن ] ، وحاجب ، فنجعلها كخفِّ البعير ، أو كَحَافِرِ الدَّابة { فنردها على أدبارها } نُحوِّلها قبل ظهورهم { أو نلعنهم } أو نجعلهم قردة وخنازير كما فعلنا بأوائلهم { وكان أمر الله مفعولاً } لا رادَّ لحكمه ولا ناقض لأمره .