Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 82-87)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أفلا يتدبرون القرآن } أَي : المنافقون ، [ أفلا ] يتأمَّلون ويتفكرون فيه { ولو كان } القرآن { من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً } بالتَّناقض والكذب ، والباطل ، وتفاوت الألفاظ . { وإذا جاءهم أمرٌ من الأمن … } الآية . نزلت في أصحاب الأراجيف ، وهم قومٌ من المنافقين كانوا يُرجفون بسرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويُخبرون بما وقع بها قبل أن يُخبرَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَيُضعفون قلوب المؤمنين بذلك ، ويُؤذون النبيَّ عليه السَّلام بسبقهم إيَّاه بالإِخبار ، وقوله : { أمرٌ من الأمن } حديثٌ فيه أمنٌ { أو الخوف } يعني : الهزيمة { أذاعوا به } أَيْ : أفشوه { ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم } ولو سكتوا عنه حتى يكون الرَّسول هو الذي يُفشيه ، وأولوا الأمر مثل أبي بكر وعمر وعليٍّ رضي الله عنهم . وقيل : أمراء السَّرايا { لعلمه الذين يستنبطونه } يتبعونه ويطلبون علمَ ذلك . { منهم } من الرسول وأولي الأمر { ولولا فضلُ الله } أي : الإِسلام { ورحمته } القرآن { لاتبعتم الشيطان إلاَّ قليلاً } ممَّن عصم الله ، كالذين اهتدوا بعقولهم لترك عبادة الأوثان بغير رسولٍ ولا كتابٍ ، نحو زيد بن عمرو ، وورقة بن نوفل ، وطُلاَّب الدِّين ، وهذا تذكيرٌ للمؤمنين بنعمة الله عليهم حتى سلموا من النِّفاق ، وما ذُمَّ به المنافقون . { فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلاَّ نفسك } أَيْ : إلاَّ فعلَ نفسك ، على معنى : أنَّه لا ضرر عليك في فعل غيرك ، فلا تهتمَّ بتخلُّف مَنْ يتخلَّف عن الجهاد { وحرِّض المؤمنين } حُضَّهم على القتال { عسى الله } واجبٌ من الله { أن يكفَّ } يصرف ويمنع { بأس الذين كفروا } شدَّتهم وشوكتهم { واللَّهُ أشدُّ بأساً } عذاباً { وأشدُّ تنكيلاً } عقوبة . { مَنْ يشفع شفاعة حسنةً } هي كلُّ شفاعة تجوز في الدِّين { يكن له نصيبٌ منها } كان له فيها أجر { ومَنْ يشفع شفاعة سيئة } أَيْ : ما لا يجوز في الدين أن يشفع فيه { يكن له كفلٌ منها } أيْ : نصيبٌ من الوِزر والإِثم { وكان الله على كلِّ شيءٍ مقيتاً } مقتدراً . { وإذا حييتم بتحيَّةٍ } أَيْ : إذا سُلِّم عليكم بسلامٍ { فحيوا بأحسن منها } أَيْ : أجيبوا بزيادةٍ على التحيَّة إذا كان المُسَلِّم من أهل الإِسلام { أو ردُّوها } إذا كان من أهل الكتاب . [ فقولوا : عليكم ، ولا تزيدوا على ذلك ] . { إنَّ الله كان على كلِّ شيء حسيباً } [ حفيظاً ] مجازياً . { الله لا إله إلاَّ هو ليجمعنَّكم } أَيْ : واللَّهِ ليجمعنَّكم في القبور { إلى يوم القيامة لا ريبَ فيه } [ لا شكَّ فيه ] { ومَنْ أصدقُ من الله حديثاً } أَيْ : قولاً وخبراً ، يريد : أنَّه لا خُلفَ لوعده .