Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 97-101)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إنَّ الذين توفاهم الملائكة } أَيْ : قبضت أرواحهم . نزلت في قومٍ كانوا قد أسلموا ولم يهاجروا حتى خرج المشركون إلى بدر ، فخرجوا معهم فقتلوا يوم بدرٍ ، فضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم ، وقوله : { ظالمي أنفسهم } بالمقام في دار الشِّرك والخروج مع المشركين لقتال المسلمين { قالوا : فيم كنتم } أَيْ : قالت الملائكة لهؤلاء سؤال توبيخٍ وتقريع : أكنتم في المشركين أم كنتم في المسلمين ؟ فاعتذروا بالضَّعف عن مقاومة أهل الشِّرك في دارهم فـ { قالوا كنا مستضعفين في الأرض } أَيْ : في مكة ، فحاجَّتهم الملائكة بالهجرة إلى غير دارهم و { قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً } أخبر الله تعالى أنَّ هؤلاء من أهل النَّار ، ثمَّ استثنى من صدق في أنَّه مستضعفٌ فقال : { إلاَّ المستضعفين } أي : الذين يوجدون ضعفاء { لا يستطيعون حيلة } لا يقدرون على حيلةٍ ولا نفقةٍ ولا قوَّةٍ للخروج { ولا يهتدون سبيلاً } لا يعرفون طريقاً إلى المدينة . { ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً } أَيْ : مهاجراً ومتحوَّلاً { كثيراً وسعة } في الرِّزق { ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله … } الآية . نزلت في حبيب بن ضمرة اللَّيثي ، وكان شيخاً كبيراً خرج متوجِّهاً إلى المدينة فمات في الطَّريق ، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو وافى المدينة لكان أتمَّ أجراً ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وأخبر أنَّ مَنْ قصد طاعةً ، ثمَّ أعجزه العذر عن تمامها كتب الله ثواب تمام تلك الطَّاعة ، ومعنى { وقع أجره على الله } وجب ذلك بإيجابه . { وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناحٌ أن تقصروا … } الآية . نزلت في إباحة قصر الصَّلاة في السَّفر ، وظاهر القرآن يدل على أنَّ القصر يستباح بالسَّفر والخوف ، لقوله : { إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا } أَيْ : يقتلكم ، والإِجماع منعقدٌ على أنَّ القصر يجوز في السَّفر من غير خوف ، وثبتت السنَّة بهذا عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، ولكن ذكر الخوف في الآية ، على حال غالب أسفارهم في ذلك الوقت ، ثمَّ ذكر صلاة الخوف فقال : { وإذا كنت فيهم } .