Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 102-107)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإذا كنت فيهم } أَيْ : إذا كنت أيُّها النبيُّ مع المؤمنين في غزواتهم وخوفهم { فأقمت لهم الصلاة } أَي : ابتدأت بها إماماً لهم { فلتقم طائفة منهم معك } نصفهم يصلُّون معك { وليأخذوا } أَيْ : وليأخذ الباقون أسلحتهم { فإذا سجدوا } فإذا سجدت الطَّائفة التي قامت معك { فليكونوا من ورائكم } أَي : الذين أمروا بأخذ السِّلاح { ولتأت طائفة أخرى } أَي : الذين كانوا من ورائهم يحرسونهم { لم يصلوا } [ معك الركعة الأولى ] { فليصلوا معك } [ الركعة الثانية ] { وليأخذوا حذرهم } [ من عدوهم ] { وأسلحتهم } [ سلاحهم معهم ] . يعني الذين صلَّوا أولَّ مرَّةٍ { ودّ الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم } في صلاتكم { فيميلون عليكم ميلة واحدة } بالقتال { ولا جناح عليكم إن كان بكم أذىً من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم } ترخيصٌ لهم في ترك حمل السِّلاح في الصَّلاة ، وحملُه فرضٌ عند بعضهم ، وسنة مؤكدة عند بعضهم ، فرخص الله لهم في تركه لعذر المطر والمرض ؛ لأنَّ السِّلاح يثقل على المريض ، ويفسد في المطر { وخذوا حذركم } أَيْ : كونوا على حذرٍ في الصَّلاة كيلا يتغفَّلكم العدوُّ . { فإذا قضيتُمُ الصلاة } فرغتم من صلاة الخوف { فاذكروا الله } بتوحيده وشكره في جميع أحوالكم { فإذا اطمأننتم } رجعتم إلى أهلكم وأقمتم { فأقيموا الصلاة } أتمُّوهها { إنَّ الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً } مفروضاً موقَّتاً فرضه . { ولا تهنوا } أَيْ : لا تضعفوا { في ابتغاء القوم } يعني : أبا سفيان ومَنْ معه حين انصرفوا من أُحدٍ . أمر الله تعالى نبيَّه عليه السَّلام أن يسير في آثارهم بعد الوقعة بأيَّام ، فاشتكى أصحابه ما بهم من الجراحات ، فقال الله تعالى : { إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون } أَيْ : إنْ ألمتم من جراحكم فهم أيضاً في مثل حالتكم من ألم الجراح { وترجون من الله } من نصر الله إيَّاكم ، وإظهار دينكم [ في الدنيا ] ، وثوابه في العقبى { ما لا يرجون } هم { وكان الله عليماً } بخلقه { حكيماً } فيما حكم . { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق } هذه الآية وما بعدها نزلت في قصة طعمة بن أُبيرق ؛ سرق درعاً ، ثمَّ رمى بها يهودياً ، فلما طُلبت منه الدِّرع أحال على اليهوديِّ ، ورماه بالسَّرقة ، فاجتمع قوم طعمة وقوم اليهوديِّ ، وأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسأل قوم طعمة النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنْ يجادل عن صاحبهم ، وأن يُبرِّيَه ، وقالوا : إنك إنْ لم تفعل افتضح صاحبنا وبرىء اليهوديُّ ، فهمَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يفعل ، فنزل قوله تعالى : { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق } في الحكم لا بالتَّعدي فيه { لتحكم بين الناس بما أراك الله } أَيْ : فيما علَّمك الله { ولا تكن للخائنين } طعمة وقومه { خصيماً } مخاصماً عنهم . { واستغفر الله } من جدالك عن طعمة ، وهمِّك بقطع اليهوديِّ . { ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم } يخونونها بالمعصية ؛ لأنَّ وبال خيانتهم راجعٌ عليه . يعني : طعمة وقومه { إنَّ الله لا يحبُّ مَنْ كان خوَّاناً أثيماً } أَيْ : طعمة ، لأنَّه خان في الدِّرع ، وأَثِم في رميه اليهوديَّ .