Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 25-28)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هم الذين كفروا } يعني : أهل مكَّة { وصدوكم عن المسجد الحرام } منعوكم من زيارة البيت { والهدي } ومنعوا الهدي { معكوفاً } محبوساً { أن يبلغ محله } منحره ، وكانت سبعين بدنةً . { ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات } بمكَّة { لم تعلموهم أن تطؤوهم } أَيْ : لولا أن تطؤوهم في القتال ؛ لأنَّكم لم تعلموهم مؤمنين ، وهو وقوله : { بغير علم } { فتصيبكم منهم معرَّة } [ كفَّارةٌ و ] عارٌ وعيبٌ من الكافرين . يقولون : قتلوا أهل دينهم { ليدخل الله في رحمته } دينه الإِسلام { مَنْ يشاء } من أهل مكَّة قبل أن يدخلوها { لو تزيلوا } تميَّز عنهم هؤلاء المؤمنون { لعذَّبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً } لأنزلنا بهم ما يكون عذاباً لهم أليماً بأيديكم . { إذْ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حَمِيَّةَ الجاهلية } حين صدُّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن البيت { فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين } أَيْ : الوقار حين صالحوهم ، ولم تأخذهم من الحمية ما أخذهم فيلجُّوا ويقاتلوا . { وألزمهم كلمة التقوى } توحيد الله والإيمان به وبرسوله : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وقيل : يعني : بسم الله الرحمن الرحيم ، أبى المشركون أن يقبلوا هذا لمَّا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب كتاب الصُّلح بينهم ، وقالوا : اكتب باسمك اللَّهم ، فقال الله تعالى : { وكانوا أحقَّ بها وأهلها } أَيْ : المؤمنون ؛ لأنَّ الله اختارهم للإيمان ، وكانوا أحقَّ بكلمة التَّقوى من غيرهم . { لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق … } الآية . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في منامه قبل خروجه عام الحديبية كأنَّه وأصحابه يدخلون مكَّة مُحلِّقين ومُقصِّرين غير خائفين ، فلمَّا خرج عام الحديبية كانوا قد وطنوا أنفسهم على دخول مكَّة لرؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلمَّا صدُّوا عن البيت راب بعضهم ذلك ، فأخبر الله تعالى أنَّ تلك الرُّؤيا صادقةٌ ، وأنَّهم يدخلونها إٍن شاء الله آمنين . وقوله : { فعلم ما لم تعلموا } علم الله تعالى أنًّ الصَّلاح كان في ذاك الصُّلح ، ولم تعلموا ذلك . { فجعل من دون ذلك } أَيْ : من دون دخولكم المسجد { فتحاً قريباً } وهو صلح الحديبية ، ولم يكن فتحٌ في الإسلام كان أعظم من ذلك ؛ لأنَّه دخل في الإسلام في تلك السِّنين مثل من كان في الإسلام قبل ذلك أو أكثر ، وقيل : يعني : فتح خيبر . { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله } ليجعل دين الحقِّ ظاهراً على سائر الأديان عالياً عليها { وكفى بالله شهيداً } أنَّك مرسلٌ بالحقِّ ، ثمَّ حقَّق الله تلك الشَّهادة وبيَّنها .