Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 8-12)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنَّا أرسلناك شاهداً } على أُمَّتك يوم القيامة { ومبشراً } بالجنَّة مَنْ عمل خيراً { ونذيراً } منذراً بالنَّار مَنْ عمل سوءً . { وتعزروه } أَيْ : تنصروه { وتوقروه } وتعظِّموه . { إنَّ الذين يبايعونك } بالحديبية { إنما يبايعون الله } أَيْ : أخذك عليهم البيعة عقدُ الله عليهم . { يد الله فوق أيديهم } نعمة الله عليهم فوق ما صنعوا من البيعة . { فمن نكث } نقض البيعة { فإنما ينكث على نفسه } فإنما يضرُّ نفسه بذلك النَّكث . { سيقول لك المخلفون من الأعراب … } الآية . لمَّا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم المسير إلى مكَّة عام الحديبية استنفر مَنْ حول المدينة من الأعراب حذراً من قريش أن يعرضوا له بحرب ، فتثاقلوا عنه وخافوا قريشاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أنفسهم ، فأنزل الله تعالى : { سيقول لك المخلفون } الذين خلَّفهم الله عن صحبتك إذا انصرفت إليهم فعاتبتهم عن التَّخلُّف : { شغلتنا } عن الخروج معك { أموالنا وأهلونا } أَيْ : ليس لنا مَنْ يقوم فيها إذا خرجنا { فاستغفر لنا } تركنا الخروج معك ، ثمَّ كذَّبهم الله تعالى في ذلك العذر ، فقال : { يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم … } الآية . { بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبداً } وذلك أنَّهم قالوا : إنَّ محمداً وأصحابه أكلة رأس [ أًيْ : قليلو العدد ] وأنَّهم لا يرجعون من هذا الوجه أبداً ، فقال الله تعالى : { وظننتم ظنَّ السوء وكنتم قوماً بُوْراً } هالكين عند الله تعالى بهذا الظَّنِّ .