Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 49, Ayat: 12-14)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إنَّ بعض الظن إثم } وهو أنْ يظنَّ السُّوء بأهل الخير ، وبمن لا يُعلم منه فسقٌ . { ولا تجسسوا } لا تطلبوا عورات المسلمين ، ولا تبحثوا عن معايبهم { ولا يغتب بعضكم بعضاً } لا تذكروا أحدكم بشيءٍ يكرهه وإن كان فيه ذلك الشَّيء . { أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً } يعني : إنَّ ذكرك أخاك على غيبةٍ بسوءٍ كأكل لحمه وهو ميِّت ، لا يحسُّ بذلك . { فكرهتموه } إنْ كرهتم أكل لحمه ميتاً فاكرهوا ذكره بسوءٍ . { يا أيها الناس إنَّا خلقناكم من ذكر وأنثى } أَيْ : كلُّكم بنو أبٍ واحدٍ وأمٍّ واحدةٍ ، فلا تفاضل بينكم في النَّسب { وجعلناكم شعوباً } وهي رؤوس القبائل ، كربيعة ومضر { وقبائل } وهي دون الشُّعوب كبكر من ربيعة ، وتميم من مضر { لتعارفوا } ليعرف بعضكم بعضاً في قرب النَّسب وبعده لا لتتفاخروا بها ، ثمَّ أعلم أنَّ أرفعهم عنده منزلةً أتقاهم ، فقال : { إن أكرمكم عند الله أتقاكم … } الآية . { قالت الأعراب آمنا } نزلت في نفرٍ من بني أسدٍ قدموا المدينة في سنةٍ جدبةٍ بذراريَّهم ، وأظهروا كلمة الشَّهادة ، ولم يكونوا مؤمنين في السِّرِّ ، فقال الله تعالى : { قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا } أَيْ : لم تُصدِّقوا الله ورسوله بقلوبكم ولكن أظهرتم الطَّاعة مخافة القتل والسَّبي { ولما يدخل الإِيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله } ظاهراً وباطناً { لا يلتكم } لا ينقصكم { من } ثواب { أعمالكم شيئاً … } الآية . ثمَّ بيَّن حقيقة الإيمان والمؤمن .