Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 1-6)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } أَيْ : لا تُقدِّموا خلاف الكتاب والسُّنَّة . وقيل : لا تذبحوا قبل أن يذبح النبيُّ عليه السَّلام في الأضحى وقيل : لا تصوموا قبل صومه . نزلت في النَّهي عن صوم يوم الشَّكِّ ، والمعنى : لا تسبقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيءٍ حتى يكون هو الذي يأمركم به { واتقوا الله } في مخالفة أمره { إنَّ الله سميع } لأقوالكم { عليم } بأحوالكم . { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيّ } نزلت في ثابت ابن قيس بن شماس ، وكان جهوريَّ الصَّوت ، وربَّما كان يُكلِّم رسول الله صلى الله عليه وسلم فينادي بصوته ، فأُمروا بغضِّ الصَّوت عند مخاطبته { ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض } لا تُنزِّلوه منزلة بعضكم من بعضٍ ، فتقولوا : يا محمد ، ولكن خاطبوه بالنبوَّة والسَّكينة والإِعظام { أن تحبط أعمالكم } كي لا تبطل حسناتكم { وأنتم لا تشعرون } أنَّ خطابه بالجهر ورفع الصَّوت فوق صوته يُحبط العمل ، فلمَّا نزلت هذه الآية خفض أبو بكر وعمر رضي الله عنهما صوتهما ، فما كلَّما النبيَّ صلى الله عليه وسلم إلاَّ كأخي السِّرار ، فأنزل الله تعالى : { إنَّ الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى } أَيْ : اختبرها وأخلصها للتَّقوى . { إن الذين ينادونك من وراء الحجرات } نزلت في وفد تميمٍ أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليفاخروه ، فنادوا على الباب : يا محمَّد ، اخرج إلينا ؛ فإنَّ مدحنا زينٌ وإنَّ ذمنا شينٌ ، فقال الله تعالى : { أكثرهم لا يعقلون } أَيْ : إنَّهم جهَّال ، ولو عقلوا لما فاخروا رسول الله صلى الله عليه وسلم . { ولو أنَّهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم } من إيذائهم إيَّاك بالنِّداء على بابك { والله غفورٌ رحيم } لمَنْ تاب منهم . { يا أيُّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ } نزلت في الوليد بن عقبة بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مُصَّدِّقاً إلى قومٍ كانت بينه وبينهم تِرةٌ في الجاهليَّة ، فخاف أن يأتيهم ، وانصرف من الطَّريق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : إنَّهم منعوا الصَّدقة وقصدوا قتلي ، فذلك قوله : { إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا } أَيْ : فاعلموا صدقه من كذبه { أن تصيبوا } لئلا تصيبوا { قوماً بجهالة } وذلك أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم همَّ أن يغزوهم حتى تبيَّن له طاعتهم .