Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 109-116)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يوم يجمع الله الرسل } أَيْ : اذكروا ذلك اليوم { فيقول } لهم : { ماذا أُجِبْتُمْ } ما أجابكم قومكم في التَّوحيد ؟ { قالوا لا علم لنا } من هول ذلك اليوم يذهلون عن الجواب ، ثمَّ يجيبون بعدما تثوب إليهم عقولهم ، فيشهدون لمن صدَّقهم ، وعلى مَنْ كذَّبهم . { إذ قال الله يا عيسى ابن مريم } مضى تفسير الآية إلى قوله : { وإذ كففت بني إسرائيل عنك } أَيْ : عن قتلك . { وإذ أوحيت إلى الحواريين } أَيْ : ألهمتهم . { إذ قال الحواريون يا عيسى ابنَ مريم هل يستطيع ربك } لم يشكُّوا في قدرته ، ولكنْ معناه ، هل يقبل ربُّك دعاءَك ، وهل يسهل لك إنزال مائدة علينا من السَّماء ، عَلَماً لك ودلالةً على صدقك ؟ فقال عيسى : { اتقوا الله } أن تسألوه شيئاً لم تسأله الأمم من قبلكم . { قالوا : نريد أن نأكل منها } أَيْ : نريد السُّؤال من أجل هذا { وتطمئن قلوبنا } نزداد يقيناً بصدقك { ونكون عليها من الشاهدين } لله بالتَّوحيد ، ولك بالنُّبوة . وقوله : { تكون لنا عيداً لأولنا وآخرنا } أَيْ : نتّخذ اليوم الذي تنزل فيه عيداً نُعظِّمه نحن ومَنْ يأتي بعدنا { وآيةً منك } دلالةً على توحيدك وصدق نبيِّك { وارزقنا } عليها طعاماً نأكله ، وقوله : { فمن يكفر بعد منكم } أَيْ : بعد إنزال المائدة { فإني أعذبه عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين } أراد : جنساً من العذاب لا يُعذَّب به غيرهم من عالمي زمانهم . { وإذْ قال الله يا عيسى ابن مريم } واذكر يا مُحمَّدُ حين يقول الله تعالى يوم القيامة لعيسى : { أأنت قلت للناس اتخذوني وأمِّي إلهين من دون الله } هذا استفهامٌ معناه التُّوبيخ لمن ادَّعى ذلك على المسيح ؛ ليكِّذبهم المسيح ، فتقوم عليهم الحجَّة { قال سبحانك } أَيْ : براءتك من السُّوء . { تعلم ما في نفسي } أَيْ : ما في سرِّي وما أضمره { ولا علم ما في نفسك } أَيْ : ما تخفيه أنت ، وما عندك علمه ولم تُطلعنا عليه .