Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 15-20)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يا أهل الكتاب } يعني : اليهود والنَّصارى { قد جاءكم رسولنا } محمَّد { يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب } تكتمون ممَّا في التَّوراة والإِنجيل ، كآية الرَّجم ، وصفة محمَّد عليه السَّلام { ويعفو عن كثير } يتجاوز عن كثير فلا يخبركم بكتمانه { قد جاءكم من الله نور } يعني : النبيَّ { وكتاب مبين } القرآن فيه بيانٌ لكلِّ ما تختلفون فيه . { يهدي به الله } يعني : بالكتاب المبين { مَنِ اتبع رضوانه } اتَّبع ما رضيه الله من تصديق محمَّد عليه السَّلام { سُبُل السلام } طرق السَّلامة التي مَنْ سلكها سلم في دينه { ويخرجهم من الظُّلمات } الكفر { إلى النور } الإِيمان { بإذنه } بتوفيقه وإرادته { ويهديهم إلى صراط مستقيم } وهو الإِسلام . { لقد كفر الذين قالوا إنَّ الله هو المسيح ابن مريم } يعني : الذين اتَّخذوه إِلهاً { قل فمن يملك من الله شيئاً } فمَنْ يقدر أن يدفع من عذاب الله شيئاً { إن أراد أن يهلك المسيح } أَيْ : يُعذِّبه ، ولو كان إلهاً لقدر على دفع ذلك . { وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه } أَمَّا اليهود فإنّهم قالوا : إنَّ الله من حِنَّتِهِ وعطفه علينا كالأب الشفيق ، وأمَّا النَّصارى فإنَّهم تأوَّلوا قول عيسى : إذا صلَّيتم فقولوا : يا أبانا الذي في السَّماء تقدَّس اسمه ، وأراد أنَّه في برِّه ورحمته بعباده الصالحين كالأب الرحيم . وقيل : أرادوا نحن أبناء رسل الله ، وإنما قالوا هذا حين حذَّرهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم عقوبة الله ، فقال الله : { قل فلمَ يعذِّبكم بذنوبكم } أَيْ : فلمَ عذَّب مَنْ قبلكم بذنوبهم ، كأصحاب السَّبت وغيرهم { بل أنتم بشرٌ ممَّن خلق } كسائر بني آدم { يغفر لمن يشاء } لَمنْ تاب من اليهودية { ويعذب من يشاء } مَنْ مات عليها ، وقوله : { على فترة من الرسل } على انقطاع من الأنبياء { أن تقولوا } لئلا تقولوا { ما جاءنا من بشير ولا نذير } وقوله : { وجعلكم ملوكاً } أَيْ : جعل لكم الخدم والحشم ، وهم أوَّل مَن ملك الخدم والحشم من بني آدم { وآتاكم ما لم يؤت أحداً من العالمين } من فلق البحر لكم ، وإغراق عدوِّكم ، والمنِّ والسَّلوى ، وغير ذلك .