Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 33-40)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله } أَيْ : يعصونهما ولا يطيعونهما . يعني : الخارجين على الإِمام وعلى الأمَّة بالسَّيف . نزلت هذه الآية في قصة العُرَنيين ، وهي معروفةٌ ، تعليماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم عقوبة مَن فعل مثل فعلهم ، وقوله : { ويسعون في الأرض فساداً } بالقتل وأخذ الأموال { أن يقتلوا أو يصلبوا أن تُقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض } معنى " أو " ها هنا الإِباحة ، فاللإِمام أن يفعل ما أراد من هذه الأشياء ، ومعنى النَّفي من الأرض الحبسُ في السِّجن ؛ لأنَّ المسجون بمنزلة المُخرج من الدُّنيا { ذلك لهم خزي } هوانٌ وفضيحةٌ { في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم } وهذا للكفَّار الذين نزلت فيهم الآية ؛ لأنَّ العُرنيين ارتدُّوا عن الدِّين ، والمسلم إذا عوقب في الدُّنيا بجنايته صارت مكفَّرةً عنه . { إلاَّ الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم } آمنوا من قبل أن تعاقبوهم فالله غفورٌ رحيمٌ لهم . هذا في المشرك المحارب إذا آمن قبل القدرة عليه سقط عنه جميع الحدود ، فأمَّا المسلم المحارب إذا تاب واستأمن قبل القدرة عليه سقط عنه حدود الله ، ولا تسقط حقوق بني آدم . { يا أيها الذين آمنوا اتقوا } عقاب { الله } بالطَّاعة { وابتغوا إليه الوسيلة } تقرَّبوا إليه بطاعته { وجاهدوا } العدوَّ { في سبيله } في طاعته { لعلكم تفلحون } كي تسعدوا وتبقوا في الجنَّة . { إنَّ الذين كفروا … } الآية . ظاهرة . { يريدون } يتمنَّون بقلوبهم { أن يخرجوا من النار } . { والسارق والسارقةُ فاقطعوا أيديهما } يمينَ هذا ويمين هذه ، فجمع { جَزَاءً بما كسبا } أَيْ : بجزاء فعلهما { نكالاً } عقوبةً { من الله والله عزيز } في انتقامه { حكيم } فيما أوجب من القطع . { فمن تاب من بعد ظلمه } النَّاس { وأصلح } العمل بعد السَّرقة { فإنَّ الله يتوب عليه } يعود عليه بالرَّحمة . { ألم تعلم أنَّ الله له ملك السموات والأرض يعذب مَنْ يشاء } على الذَّنب الصَّغير { ويغفر لمن يشاء } الذَّنب العظيم .