Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 92-96)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا } المحارم والمناهي { فإن توليتم } عن الطَّاعة { فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين } فليس عليه إلاَّ البلاغ ، فإن أطعتم وإلاَّ استحققتم العقاب ، فلمَّا نزل تحريم الخمر قالوا : يا رسول الله ، ما تقول في إخواننا الذين مضوا وهم يشربونها ، ويأكلون الميسر ؟ فنزل : { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا } من الخمر والميسر قبل التحريم { إذا ما اتقوا } المعاصي والشِّرك { ثمَّ اتقوا } داموا على تقواهم { ثم اتقوا } ظلم العباد من ضمِّ الإِحسان إليه . { يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد } كان هذا عام الحديبية ، كانت الوحش والطيَّر تغشاهم في رحالهم كثيرة ، وهم مُحْرِمون ابتلاءً من الله تعالى . { تناله أيديكم } يعني : الفراخ والصِّغار { ورماحكم } يعني : الكبار { ليعلم الله } ليرى الله { مَنْ يخافه بالغيب } أَيْ : مَنْ يخاف الله ولم يره { فمن اعتدى } ظلم بأخذ الصَّيد { بعد ذلك } بعد النَّهي { فله عذابٌ إليم } . { يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم } حرَّم الله قتل الصَّيد على المُحْرِم ، فليس له أن يتعرَّض للصَّيد بوجهٍ من الوجوه ما دام مُحرماً { ومَنْ قتله منكم متعمداً فجزاء مثل ما قتل من النعم } أَيْ : فعليه جزاءٌ مماثل للمقتول من النَّعم في الخِلقة ، ففي النَّعامة بدنة ، وفي حمار الوحش بقرة ، وفي الضَّبع كبش ، على هذا التَّقدير { يحكم به ذوا عدل } يحكم في الصَّيد بالجزاء رجلان صالحان { منكم } من أهل [ ملَّتكم ] فينظران إلى أشبه الأشياء به من النَّعم ، فيحكمان به { هدياً بالغ الكعبة } أَيْ : إذا أتى مكة ذبحه ، وتصدَّق به { أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك } أَيْ : مثل ذلك { صياماً } والمُحرِم إذا قتل صيداً كان مخيَّراً ؛ إن شاء جزاه بمثله من النَّعم ؛ وإن شاء قوَّم المثل دراهم ، ثمَّ الدراهم طعاماً ، ثمَّ يتصَّدق به ، وإن شاء صام عن كلِّ مدٍّ يوماً { ليذوق وبال أمره } جزاء ما صنع { عفا الله عما سلف } قبل التَّحريم { ومن عاد فينتقم الله منه } مَنْ عاد إلى قتل الصَّيد مُحرماً حُكم عليه ثانياً ، وهو بصدد الوعيد { والله عزيز } منيع { ذو انتقام } من أهل معصيته . { أحلَّ لكم صيد البحر } ما أُصيب من داخله ، وهذا الإِحلالُ عامٌّ لكلِّ أحد مُحرِماً كان أو مُحِلاًّ { وطعامه } وهو ما نضب عنه الماء ولم يُصَد { متاعاً لكم وللسيارة } منفعة للمقيم والمسافر ، يبيعون ويتزوَّدون منه ، ثمَّ أعاد تحريم الصَّيد في حال الإِحرام ، فقال : { وحرِّم عليكم صيد البر ما دمتم حرماً واتقوا الله الذي إليه تحشرون } خافوا الله الذي إليه تبعثون .