Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 2-7)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثمَّ ذمَّ الظَّهار فقال : { الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هنَّ أمهاتهم } أَيْ : ما اللواتي يجعلن من الزَّوجات كالأمهات بأمهاتٍ . { إن أمهاتهم إلاَّ اللائي ولدنهم } ما أُمهاتهم إلاَّ الوالدات { وإنهم ليقولون } بلفظ الظِّهار { منكراً من القول } لا تُعرف صحَّته { وزوراً } وكذباً ؛ فإنَّ المرأة لا تكون كالأمِّ { وإنَّ الله لعفو غفور } عفا وغفر للمُظاهِر بجعل الكفَّارة عليه ، ثمَّ ذكر حكم الظِّهار ، فقال : { والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا } في الآية تقديمٌ وتأخيرٌ ، تقديرها : والذين يُظاهرون من نسائهم فتحرير رقبةٍ لما قالوا ، ثمَّ يعودون ، أيْ : على المُظاهر عتق رقبةٍ لقوله لامرأته : أنتِ عليَّ كظهر أُمِّي ، ثمَّ يعود إلى استباحة الوطء ، ولا تحلُّ له قبل الكفَّارة ، وهو قوله : { من قبل أن يتماسا } أي : يَجَّامعا { ذلكم توعظون به } أي : ذلك التَّغليظ في الكفَّارة وعظٌ لكم كي تنزجروا به عن الظِّهار فلا تُظاهروا . { فمن لم يجد } الرَّقبة لفقره { فصيام شهرين متتابعين } لو أفطر فيما بين ذلك بطل التَّتابع ، ويجب عليه الاستئناف { فمن لم يستطع } ذلك لمرضٍ أو لخوفِ مشقَّةٍ عظيمةٍ { فإطعام ستين مسكيناً } لكلِّ مسكينٍ مدٌّ من غالب القوت . { ذلك } أي : الفرض الذي وصفنا { لتؤمنوا بالله ورسوله } لتصدقوا ما أتى به الرَّسول عليه السَّلام ، وتُصدِّقوا أنَّ الله تعالى به أمر { وتلك حدود الله } يعني : ما وصف في الظِّهار والكفَّارة { وللكافرين } لمن لم يُصدِّق به { عذاب أليم } . { إنَّ الذين يحادون الله } يُخالفون الله { ورسوله كُبِتوا } أُذِلُّوا وأُخزوا { كما كُبِتَ الذين من قبلهم } ممَّن خالف الله ورسوله { وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين } بها { عذاب مهين } . { يوم يبعثهم الله جميعاً فينبئهم بما عملوا } يخبرهم بذلك ليعلموا وجوب الحجَّة عليهم { أحصاه الله } علمه الله وأحاط بعدده { ونسوه } هم . وقوله : { ما يكون من نجوى ثلاثة } أَيْ : مناجاة ثلاثةٍ ، وإن شئت قلتَ : من متناجين ثلاثة { إلاَّ هو رابعهم } بالعلم ، يسمع نجواهم .