Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 59, Ayat: 1-3)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم } . { هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب } يعني : بني النَّضير { من ديارهم } مساكنهم بالمدينة ، وذلك أنَّه نقضوا العهد بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل كعب بن الأشرف سيِّدهم ، فقتل غيلةً ، وحاصر بني النَّضير ثمَّ صالحهم على أن يخرجوا إلى الشَّام ، فخرجوا وتركوا رباعهم وضياعهم ، وقوله : { لأوَّل الحشر } كانوا أوَّل مَنْ حُشر إلى الشَّام من اليهود من جزيرة العرب وقيل : إنَّه كان أوَّل حشرٍ إلى الشَّام ، والحشر الثَّاني حشر القيامة ، والشَّام أرض المحشر . { ما ظننتم } أَيُّها المؤمنون { أن يخرجوا } لعدَّتهم ومنَعتهم { وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله } وذلك أنَّهم كانوا أهل حلقةٍ وحصونٍ ، فظنُّوا أنَّها تحفظهم من ظهور المسلمين عليهم { فأتاهم الله } أي : أمر الله { من حيث لم يحتسبوا } من جهة المؤمنين ، وما كانوا يحسبون أنَّهم يغلبونهم ويظهرون عليهم { وقذف في قلوبهم الرعب } ألقى في قلوبهم الخوف بقتل سيِّدهم { يخربون بيوتهم بأيديهم } وذلك أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صالحهم على أنَّ لهم ما أقلَّت الإِبل ، وكانوا ينظرون إلى الخشبة والشَّيء في منازلهم ممَّا يستحسنونه ، فيقلعونه وينتزعونه ويهدمون البيوت لأجله ، فذلك إخرابهم بأيديهم ، ويخرِّب المؤمنون باقيها ، وهو قوله : { وأيدي المؤمنين } وأضاف الإخراب بأيدي المؤمنين إليهم ؛ لأنَّهم عرَّضوا منازلهم للخراب بنقض العهد . { فاعتبروا } فاتَّعظوا { يا أولي الأبصار } يا ذوي العقول ، فلا تفعلوا فعل بني النَّضير فينزل بكم ما نزل بهم . { ولولا أن كتب الله } قضى الله { عليهم الجلاء } الخروج عن الوطن { لعذَّبهم في الدنيا } بالقتل والسَّبى كما فعل بقريظة .