Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 59, Ayat: 5-7)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ما قطعتم من لينة } من نخلةٍ من نخيلهم { أو تركتموها قائمة } فلم تقطعوها { فبإذن الله } أي : إنَّه أذن في ذلك ، إِنْ شئتم قطعتم وإنْ شئتم تركتم ، وذلك أنَّهم لمَّا تحصَّنوا بحصونهم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع نخيلهم وإحراقها فجزعوا من ذلك ، وقالوا : من أين لك يا محمَّد عقر الشَّجر المثمر ؟ واختلف المسلمون في ذلك ، فمنهم مَنْ قطع غيظاً لهم ، ومنهم من ترك القطع وقالوا : هو مالنا : أفاء الله علينا به ، فأخبر الله أنَّ كلَّ ذلك من القطع والتَّرك بإذنه { وليخزي الفاسقين } وليذلَّ اليهود وليغيظهم . { وما أفاء الله على رسوله } ردَّ الله على رسوله ورجع إليه { منهم } من بني النَّضير من الأموال { فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب } أَيْ : ما حملتم خيلكم ولا إبلكم على الوجيف إليه ، وهو السَّير السَّريع ، والمعنى : لم تركبوا إليه خيلاً ولا إبلاً ، ولا قطعتم إليه شُقَّة ، فهو خالصٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل فيه ما أحبَّ ، وليس كالغنيمة التي تكون للغانمين ، وهذا معنى قوله : { ولكنَّ الله يسلط رسله على مَنْ يشاء … } الآية . { ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى } من أموال أهل القرى الكافرة { فللَّه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل } وكان الفيء يُخَمَّسُ خمسةَ أخماسٍ ، فكانت أربعةُ أخماسه لرسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل فيها ما يشاء ، والخمس الباقي للمذكورين في هذه الآية ، وأمَّا اليوم فما كان للنبيِّ صلى الله عليه وسلم من الفيء يُصرف إلى أهل الثُّغور المُترصِّدين للقتال في أحد قولي الشَّافعي رحمه الله ، والفيء : كلُّ مالٍ رجع إلى المسلمين من أيدي الكفَّار عفواً من غير قتال ، مثل : مال الصُّلح والجزية والخراج ، أو هربوا فتركوا ديارهم وأموالهم ، كفعل بني النَّضير ، وقوله : { كيلا يكون } يعني : الفيء { دولة } متداولاً { بين الأغنياء } الرُّؤساء والأقوياء { منكم وما آتاكم الرسول } أعطاكم من الفيء { فخذوه وما نهاكم عنه } عن أخذه { فانتهوا } .